وقعت معركة الزلاقة في الاندلس بين المسلمين والنصارى,جيش المسلمين بقيادة المعتمد بن عباد حاكم اشبيلية و يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين في المغرب,والنصارى بقيادة الفونسو الداهية ملك قشتالة وليون.
وقعت المعركة في سهل في الجزء الجنوبي لبلاد الأندلس يقال له الزلاقة. يقال أن السهل سمي بذلك نسبة لكثرة انزلاق المتحاربين على أرض المعركة بسبب كمية الدماء التي أريقت ذاك اليوم وملأت أرض المعركة. تسمى لدى المؤرخين الغربيين بنفس الاسم العربي لها.
وضع المسلمين قبل نشوب الحرب:
كانت الاندلس مفككة بين ملوك الطوائف,اي ان كل حاكم استولى على المدينة التي كان يتولى امورها بعد ما مات الخليفة. و سميت هذه الفترة بملوك الطوائف واستمرت 430 عاما.تفكك المسلمين وعدم تلاحمهم ادى الى طمع النصارى فيهم و اصبحوا فريسة سهلة جدا الواحد تلو الاخر حتى ان بعضهم تحالف مع النصارى لمحاربة اخوانهم المسلمين لسببين,الاول هو الخوف من بطش الفونسو,والثاني هو الاطاحة بمن ينافسهم بين المسلمين.حتى ان جميع ملوك الطوائف كانوا يدفعون الجزية للملك الفونسو.(عزاااااه من عقب ما كانوا هم يدفعوون).بإختصار الوضع كان بائس جداا.
الى ان قام الفونسو برفع قيمة الجزية على المعتمد بن عباد حاكم اشبيلية كونة اقوى ملوك الطوائف,فذاق المعتمد ذزعا من هذا الذل ورفض ان يدفع الجزية وقتل رسل الفونسو وصلبهم امام بوابة المدينة.علم المعتمد ان هذه بداية الحرب,فأرسل الرسل الى ملوك الطوائف ليتحدوا معه ويحاربوا النصارى تحت راية واحده,ولكن تخاذل بعضهم و خوف الاخرين من الفونسو حالت دون الاستجابة للمعتمد,فلم يجد المعتمد الا ان يستعين بالمغاربة لنجدته.
ارسل المعتمد رسله الى يوسف بن تاشفين المعروف بدينه وزهده يطلب منه المساعدة في صد النصارى والحفاظ على الاراضي الاسلامية التي كانت مهددة بالزوال,لم يكن يوسف تعجبة تصرفات حكام الاندلس الذين كانوا لاهين عن الرعية و يسمحون للخمور و العازفات في مجالسهم,لكن لم يكن هنالك خيار امامه الا ان يلبي النداء واشترط منهم اعطائه الجزيرة الخضراء (منطقة على البحر) لتكون معسكرا له و نقطة رجوع في حال حدوث الهزيمة او الخيانة من الاندلسيين.
لم يوافق ابن المعتمد على قدوم ابن تاشفين خشية ان يستولي يوسف على الحكم من ابيه لان الناس سأموا من ملوك الطوائف ويطالبون بإمام عادل يحكم الاندلس, إلا ان المعتمد قال قولته الشهيرة "أي بني، والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، إن رعي الجمال خير من رعي الخنازير"
سمع الفونسو بتحالف الاندلسيين مع المرابطين(المغاربة)وارسل رسالة الى يوسف بن تاشفين يهدده في حال قدومة و يتوعده في الهزيمة,اخذ يوسف الرسالة و كتب على وجهها الاخر مقولته الشهيرة "سترى بعينك ما لم تسمع بأذنك".
قدم يوسف الى الاندلس ومعه ما يقارب 17000 جندي,
ترك يوسف بن تاشفين 5 آلاف جندي له في الجزيرة الخضراء وانطلق هو بـ12 ألف مقاتل شمالا نحو إشبيلية حيث تجمع حلفاؤه من ملوك الطوائف ليصل عدد الجند لما بين 20 و 30 ألف مقاتل بين فارس وماش.
قسم الجيش الاسلامي ثلاثة اقسام:
.الأندلسيين في المقدمة بقيادة المعتمد بن عباد
البربر وعرب المغرب في المؤخرة بقيادة داود بن عائشة أحد قادة المرابطين
الجنود الاحتياطيين ويكونون خلف الجيش الإسلامي وهم بقيادة ابن تاشفين
صادفت المعركة يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان,في 23 اكتوبر عام 1089م(ياسلام لو انك معاهم..يوم جمعة ويمكن ليلة القدر بعد) ,قام ألفونسو بهجوم خاطف ومفاجئ على قوات المسلمين مما أربكها وكاد يخترق صفوفها وقاوم المسلمون مقاومة عنيفة لم تنجح في رد الهجوم فما كان من ابن تاشفين إلا أن أرسل جنوده على دفعات إلى أرض المعركة مما أدى لتحسين موقف المسلمين ثم عمد ابن تاشفين على اختراق معسكر النصارى ليقضي على حراسه ويشعل النار فيه الأمر الذي أدى إلى تفرق جيش ألفونسو بين مدافع عن المعسكر ومحارب للقوات الإسلامية.
حوصر ألفونسو وبقية جنده ولم يتبق منهم سوى ألفونسو و500 فارس أغلبهم مصابين. قام من تبقى من جيش ألفونسو بالهرب ولم يصل منهم إلى طليطلة سوى 120 فارس.
رجع يوسف بن تاشفين إلى بلاد المغرب بعد انتهاء القتال فقد أدى ما عليه وهزم صليبيي الأندلس هزيمة ساحقة أوقفت زحفهم واخرت سيطرتهم على الاندلس مدة تزيد عن قرنين ونصف. قام الأندلسيين بمعاودة ما كانوا عليه قبل المعركة فاقتتلوا فيما بينهم وتنازعوا السلطة واستعانوا بالملوك النصرانيين في حروبهم ضد بعضهم. قام ابن تاشفين باقتحام الأندلس ليزيل الفتنة فيها ويضمها موحدة إلى دولته القوية. ألقى ابن تاشفين القبض على أغلب ملوك الطوائف ومنهم ابن عباد وأتبع ممالكهم لدولته، ونفي ابن عباد إلى اغمات وتوفي هناك وهي مدينة أثرية مغربية تقع على بعد 30 كلم من مراكش.
الجدير بالذكر ان عندما مات المعتضد بن عباد والد المعتمد واصبح ابنه ملكا,اراد لنفسه لقبا يشابه لقب ابيه,فسمى نفسه المعتمد نسبة لزوجته التي هي جارية قشتالية اسمها اعتماد.لكن المعروف عن المعتمد انه فارس شجاع في المعارك وقلة من هم في نفس مهارته في القتال,حتى انه ضل يقاتل النصارى في المعركة نهارا كاملا وتلقى الكثير من الجروح في جسده ولم ينسحب.