السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,,
بمناسبة ان اليوم يصادف الذكرى ال 1791 لوفاة Cao Cao, حبيت اكتب مقالة عن الداهية Cao Cao. صراحة قريت عن Cao Cao في اكثر من مصدر تاريخي و حاولت بالمقالة هذه احلل شخصية البطل هذا, حاولت افرز سمات Cao Cao, مواقف له, مقولات, انجازات, فكره و اخلاقه و غيرها من الخصال. صراحة دائما في اي مقال اكتبه, سواء اكان متعلق بالممالك الثلاث ام غير الممالك الثلاث, سواء ان نشرته بالانترنت ام لم انشره, دائما اركز على نقطة ترتيب النقاط و محاور المقالة و الحمد لله لم اواجه صعوبات في اي مقالة كتبتها.. لكن Cao Cao حيرني لدرجة اني لا اعرف من اين ابدأ! انجازاته لوحدها تحتاج منتدى كامل, مقولاته تحتاج مذكرة كاملة, و مواقفه تتنحى لها مكتبة كاملة محملة بالكتب الخضراء و الحمراء.
---------------
انجازات Cao Cao, من منطقة الخطر الى قاعة التسيد: (سرد للانجازات و صعوبتها بشكل مختصر)
---------------
Cao Cao بدأ حياته بعائلة بسيطة جدا في البلاد, و كون لنفسه سمعة بعدما كسب اعجاب الشخصيات الكبيرة و تم تعيينه كجنرال الخيالة و بعد مشاركته الجيدة نسبيا في اخماد ثورة العمائم الصفر تمت ترقيته الى محافظ لاحد المناطق و استهل Cao Cao مشواره بأن قدم شكوى على رؤساءه المتسلطين في صلاحياتهم في العمل و تم بالفعل فصل معظمهم من وظائفهم. و قلق الكثير من النبلاء اصحاب المناصب العالية, الذين كانوا يسيئون استخدام صلاحياتهم و كانوا يسرقون من الاموال العامة و لا يعطون الترقيات الا لابناء اقاربهم. و قام Cao Cao بتقديم شكوى عليهم و تم فصل بعضهم و خاف الاخرون و انتقلوا الى مناطق اخرى لكي يعملوا فيها, و قام Cao Cao ايضا بتصليح القوانين و هدم الاصنام و قضى على تقديم القرابين للاشباح و السحر الاسود. و لم يعجب النبلاء عمل Cao Cao ابدا و حاولوا تحييد عمله و كسبه الى جانبهم بالاغراء و لكنه استمر مما اغضبهم و بعد ذلك, تم عرض عليه ترقية كبيرة جدا كمدير اعلى لاحد المقاطعات و هذا منصب كبير جدا من الناحية المدنية الادارية. لكن نرى Cao Cao اعتذر عن هذا المنصب بحجة المرض علنيا و خوفه على عائلته من انتقام اعداءه سريا و جلس في بيته الى حين صعود Dong Zhuo للسلطة عندما تطوع Cao Cao بأن يكون احد الفرسان المقاتلين تحت راية الامبراطورية و كان اكثر من ضحى بممتلكاته الشخصية لتحقيق هذا الحلم و مع انه هزم, كان هو من حقق هدف التحالف بأنقاذ الامبراطور و تحرير العاصمة و القضاء على بقايا قوات Dong Zhuo. و بعد ذلك صعد Cao Cao و حلق في سماء الانجازات, فبدأ يلتهم القوات الكبرى امثال Lu Bu و Yuan Shu و Liu Bei و Yuan Shao و Han Sui و Ma Chao و Zhang Lu.
في هذا السجل الواسع من الانجازات, يجب النظر بتمعن لاخراج مكامن الابداع في الوصول لهذه الانجازات من الاساس. و الابداع بطبيعة الحال يتجسد في الصعوبات, و اصعب الشيء اوله. و لا بد ان نثني على Cao Cao في بداياته عندما تحول من عاطل عن العمل الى ملك على بلاده و بطل تتذكره الاجيال. عندما بدأ Cao Cao لم يكن لديه سوى علاقاته مع الناس, و التي كان قد كونها من نفسه. فهو الذي دافع عن Xiahou Yuan امام المحكمة ليكسبه, و هو الذي كون سمعته من لاشيء و هي السمعة التي جذبت امثال Yue Jin و Yu Jin لصفوفه, و هؤلاء هم من ساعد Cao Cao بتجنيد الالاف في بداياته و هو رقم كبير جدا لجماعات تطوعية.
صحيح انه لا يوجد من يخلق لنفسه عناصر النجاح و يستغلها, و ان الملوك الثلاثة المتنافسون جميعهم كان لديهم مقومات النجاح. Cao Cao كانت لديه سمعته و منصبه و علاقات والده و المواهب الخيالية التي كانت تتبعه, Liu Bei كان لديه نسبه و ثقة اعداءه به, Sun Quan ورث الاراضي و المواهب و السمعة من اخيه و والده. لكن Cao Cao استفاد من ميراثه من والده في تكوين اول كتيبة له بعد ان باع ممتلكات عائلته - كأحد انجح الاستثمارات التي قد يحلم بها البعض و هو الذي كسب لنفسه منصبا كبيرا بعد اداءه بشكل جيد امام العمائم الصفر و بعدما كشف عن قدراته الادارية الممتازة و عمله الدؤوب في كشف الظلم و نزع الفساد - فقد قام بكتابة شكاوي على كل ما راى فيه ظلم و تسلط و فساد اداري لدرجة ان كثرة شكاويه لم تعجب الحكومة لانه كان يشتكي على ابناء العوائل النبيلة الفاسدين في اعمالهم, و لم يكن يخاف Cao Cao و كان يستمر في تقديم شكاويه و كانوا احيانا يتجاهلونها و لكنه يعلم ان القانون معه و لذلك لم يتم ايذاءه و تم نقله ليصبح مديرا لمنطقة بعيدة لكي يبعدوه عنهم - خوفا منه.
تحت هذا الضوء, نستطيع ان نقول ان Cao Cao انسان عصامي, عرف كيف يكون نفسه من الصفر. و هذا الوصف يكفي لتعظيم اي شخص كان, مهما كانت بساطة الانجاز بحد ذاته. لكن كون هذا الانسان العصامي كان قد تمكن توحيد ثلثي البلاد مساحة و نفوذا و في ظروف صعبة للغاية ضد انداد لا يخلون من القوة و العظمة و في زمن قياسي. و كان مرشحا بقوة كبيرة ان يكمل مسيرته الناجحة و يوحد البلاد.
لا يختلف اثنان على مدى عظمة ما وصل له Cao Cao ابدا, فهو المؤسس الحقيقي لمملكة Wei و هي القوة الرائدة و المسيطرة و المتصدرة في الممالك الثلاث بشهادة الجميع, و هي اساس قيام مملكة Jin التي وحدت الصين عام 280. و بهذا فنستطيع القول ان Cao Cao كان قد وضع حجر الاساس لتوحيد Jin للبلاد, و انه من اعتقادي الشخصي ان بلدا مثل الصين كبيرة في المساحة, كثيرة في تعداد السكان, و متعددة في خلفيات و عرقيات السكان, اذا حدث و ان وقعت في حرب اهلية سقط فيها رمز الحكم فأنه على اقل تقدير يجب ان تقع البلاد في حروب متوسط مدتها 300 عام كتقدير تقريبي, لكن السرعة الهائلة التي كون Cao Cao فيها مملكته تنسب له انجاز كبيرا في اخماد هذه الحروب و المساهمة في اختصار الحرب الى 100 عام, و من يعلم ما كان سيحدث لو ظل Cao Cao حيا لبضعة سنوات اضافية.
و عانى Cao Cao الكثير من المشاكل لتحقيق ما وصل اليه من انجازات. فكبداية, كان قد بدأ كجيش متطوع, و هزم هزيمة كانت قد تؤدي بمقتله ضد Xu Rong و بحسب المصادر فأن رجاله قاتلوا كأنما الموت امامهم لاجتياز تلك المحنة. و بعد ان تمكن Cao Cao من الانسحاب الى ارض الامان و التقاط انفاسه, فوجىء بمقتل والده Cao Song و اصبح مطالب بهزيمة جهة ثانية هي Tao Qian و اثناء قتاله مع Tao Qian تدخل Gongsun Zan بأرساله لتابعه Liu Bei لمساعدة حليفه Tao Qian في فك الحصار, و اصبح Cao Cao مجبرا ان يدخل الصراع الغربي - الشرقي بين Yuan Shao و Yuan Shu و اختار ان يصف نفسه كتابع لـ Yuan Shao في حزبه الغربي. و اثناء هذا الصراع و القتال, و انشقاق Cao Cao بين اكثر من جهة ينتبه لها, تدخل Lu Bu بمهاجمته لمؤخرة قوات Cao Cao و كاد ان يسبب كارثة لقوات Cao Cao لو انه استغل هذا الهجوم في احتلال المناطق الاستراتيجية لكن Lu Bu غفل عن ذلك.
و تمكن Cao Cao بحنكته من استعادة اراضيه و عرف بسرعة طريقة تفكير Lu Bu بأنه لا يعرف كيف يستغل الفرص جيدا. لكنه فوجىء بقوة Gao Shun في اول ثلاث اشهر من الالتحامات و كاد ان يقتل لسوء تقدير العدو, فقد قام باحراق البوابة التي جاء منها لوضع قواته امام الامر الواقع و لكي يخبرهم انه لا بديل للفوز - كما فعل طارق بن زياد في فتح الاندلس, لكن Gao Shun قام بهجوم مباغت و كان الوضع سيئا جدا و ان قتل Cao Cao لكنت الان اكتب مقالا اعتبر فيه Cao Cao افشل مخطط في الممالك الثلاث, لكن الله ستر و تمكن Cao Cao من القفز من البوابة المحترقة و احترقت يده اليسرى و تمكن من الفرار و اجمل مافي Cao Cao انه يتعلم من اخطاءه فتمكن من بعدها ان يقلب الطاولة يهزم Lu Bu في مناسبة وراء الاخرى و بعد ان هزمه استعاد اراضيه جميعها بظرف سنتين. و بعدها انتقل Lu Bu الى الحدود الاخرى لاراضي Cao Cao و كون تحالفه مع Liu Bei عدو Cao Cao ايضا.
و رأينا هزيمة Cao Cao لبقايا العمائم الصفر التي كانت اعدادها مهولة - تقول بعض المصادر انهم كانوا ثلاثمائة الف - و لم تتمكن اي قوة في البلاد من هزيمتهم, و قتل كل من حاول ان يخضعها, و بعد ان هزم بقايا العمائم الصفر حصل Cao Cao على مبتغاه , و هي السمعة القوية و ثقة الناس به و لا اعتقد انه كان يستطيع استضافة الامبراطور لو لم يكن لديه هذه السمعة التي كسبها بغارات مشابهة لهذه. و لعل البعض يعتبرها حركة انتحارية, كون قوات Cao Cao جديدة نسبيا, و كون العمائم اكثر و اقوى, و هزموا الكثيرين و كانوا متحصنين في مناطقهم - خاصة و ان Cao Cao خسر الكثير في هذه الحرب, و لان Cao Cao شخص عبقري عرف ان السمعة التي سيكسبها لا بد ان تكون مستحقة لهذا التعب, و لذلك كان جاهزا ان يجمع لنفسه فائدة اخرى في حالة عدم انتشار اسمه بين الاقاليم الـ 13 كما اراد, فقام بالقبض على العمائم الاقوى و كون كتيبة خاصة اسمها Qingzhou و كانت من مفاتيح نجاحه في معظم معاركه, و انتشر صيتها في البلاد, و اسند Cao Cao الامر بقيادة الكتيبة لـ Xiahou Dun.
و نلاحظ في كل ما سبق فكر Cao Cao العالي و حسن تقديره للامور و تعلمه من تجربتي Xu Rong و Gao Shun جيدا, فعرف قدرات Tao Qian و خطط لهزيمته جيدا في ميدان المعركة و انتصر في الكثير من الالتحامات, و قدر ان Cao Ren يجب ان يذهب للقتال من جانب العدو, و ان Yu Jin يجب ان يقاتل في المقدمة, بينما و هو يقاتل Lu Bu عرف ان Cao Ren يجب ان يبقى في العاصمة لتجهيز الجنود و تدريبهم - في حال تكرر الهجوم المباغت من الخلف من اي جهة ثالثة. و حتى في قتاله في تلك المنطقة المفتوحة لجميع الاحتمالات (السهول الوسطى, مفتوحة لجميع الاحتمالات لانها ارض ممتدة تستطيع الخيالة التحرك عليها بسرعة و تستطيع اي جهة مقاتلة اي جهة, و تمكن Cao Cao من توحيد هذه المنطقة بزمن قياسي امر يحسب له) رأينا Cao Cao يحسن اختيار فريسته المقبلة, و بعد ان يختارها يحسن ملاقاتها و بعد ان يلتقيها, يحسن التخطيط الميداني ثم يهزمها. فجميعنا نعرف خطة الفيضان امام Lu Bu و حصاره للمدينة و تمكنه من كسب الكثير من اعوان Lu Bu و تمكنه من قطع امدادات Yuan Shu. و جميعنا نعرف غارات Cao Cao على Yuan Shu التي انتصر بها و بنتائج ساحقة و هو يطارده في سلسلة من المعارك تمكن من قتل الكثير من الجنرالات و فتح عشرات المناطق. و حتى امام Tao Qian, كان Cao Cao يتحفنا بتحركاته من جوانب العدو و الهجمات المباغتة على مناطق متفرقة.
و بدراسة حال Cao Cao, فقد تمكن من كسب الثقة اللازمة لاستظافة الامبراطور كأحدى انجح الخطوات السياسية في الممالك الثلاث, و تمكن من ادارة تحالفاته القليلة مع Liu Bei اللاجىء له, و Sun Ce الذي استهوته ترقيات Cao Cao و كان صامدا امام الجيوش الكثيرة المكتظة في السهول الوسطى, و من اكبرها و اشهرها Lu Bu - Yuan Shu - Liu Biao - Zhang Xiu - Liu Bei و يمكن للقارىء ملاحظة ان هناك تحالفين دائمين في الاسماء التي ذكرتها, فـ Zhang Xiu كان متحالفا مع Liu Biao , و Yuan Shu كان متحالفا مع Lu Bu, اما Liu Bei فتقلب بين الطرفين. و القيام بكل هذا ليس بالامر السهل, فهناك عشرات الجماعات المتوزعة في المنطقة بجانب الخمس الجيوش التي ذكرتها (امثلة: Liu Dai , Tao Qian , Kong Rong , Kong Zhou ) و لا ننسى ان Yuan Shao , حليف Cao Cao السابق, كان قد بدأ يطمع في العاصمة و خطف الامبراطور و قد قام بنحت ختم امبراطوري خاص به, و كان يحشد قواته في الشمال و يسقط القوات المعادية له تمهيدا لاجتياح السهول الوسطى, و كان حريصا على ان يصعب الامور على Cao Cao فقد كان يرسل له طلبات الترقيات مع اسلوب التهديد, و كان يرسل له رسائل يستهين بـ Cao Cao و يستفزه و كان يطلب ابرع الكتاب لكتابتها له, و كان يصدر ترقيات للقبائل و يدعي انها من الامبراطور و ايضا حاول مساعدة Yuan Shu و Liu Bei و ارسل ابنه Yuan Tan لذلك, و حاول ضم الكثير من اتباع Cao Cao سرا.
و قبل ان ادخل في تفاصيل ملحمة Guandu , اريد ان اقف وقفة بسيطة امام Wan , هذه المدينة الصغيرة التي كادت ان تشهد انطفاء شمعة احد اشهر اساطير البلاد. من يلام في هذا الموقف؟ استطيع ان الوم Cao Cao لانه تصرف برعونة بعض الشيء في تلك الحادثة, و قد ادرك Cao Cao انه المسؤول الاول و الوحيد لتلك الغلطة و اصدر مرسوما يعتذر به عنما حدث و يعد بعدم تكرر الخسارة في ظروف مشابهة. فبعد ان استسلم Zhang Xiu و دخل Cao Cao المدينة, اكرم Hu Chuer و صرف له 1000 قطعة ذهبية, مما اثار شك Zhang Xiu بمحاولة الاغتيال, و بعدها قام Cao Cao بالطامة الكبرى بعد ان اخد Lady Zou كقرينة و هي زوجة عم Zhang Xiu الذي توفي قبل ذلك بمدة قصيرة, و لذلك اشتاط Zhang Xiu غضبا و قرر الخيانة - (القصص التي تروج ان Zhang Xiu خطط لقتل Cao Cao من قبل الاستسلام خاطئة - قرار Zhang Xiu بالخيانة كان عفويا و صدر في وقته) و كان الجنود ينقلون المعدات العسكرية الى داخل المدينة من معسكر Cao Cao الخارجي و كان Cao Cao قد عين Zhang Xiu مسؤولا على هذه لوظيفة و قدم Zhang Xiu طلبا لـ Cao Cao ان يسمع لرجاله بارتداء المعدات العسكرية بدلا من حملها لانها ثقيلة, و نفذ Zhang Xiu خطته بعد ان تسلل بجنوده المدرعين و كانت خسائر Cao Cao كبيرة جدا, فقد قتل ابنه الاكبر Cao Ang و ابن اخيه Cao Anmin و قتل حارسه الشخصي الذي كان يفتخر به, Dian Wei.
و اثناء هروب Cao Cao سقطت مدنه في زوبعة من الفوضى, و خرج Cao Ren و Yu Jin من معسكراتهما لانقاذ Cao Cao من قوات Zhang Xiu التي كانت تلاحقه و تمكن Cao Ren من ردع قوات Zhang Xiu عن ملاحقة Cao Cao و ثار جنود Xiahou Dun و اختاروا اسوء وقت ممكن للعودة الى مهنتهم القديمة, و ما زاد الوضع سوءا ان رمز الحكم و متخذ القرار كان غائبا و لا يمكن الوصول له, و خبر الخيانة لم يكن قد تأكدوا منه و دليلهم الوحيد هو بعض السكان العراة الذين خرجوا يشتكون ولا يعرف اتباع Cao Cao ان كان جنود قائد له منصب كبير مثل Xiahou Dun قد تمردوا فعلا ام هي خطة العدو, و لا يعرفون اذا كان Xiahou Dun متورطا ام لأ, ولا يستطيعون اصلا اتخاذ اي قرار لانهم سيكونون قد قاتلوا حلفاؤهم, و في تلك المعضلة, خرج Yu Jin و قاتل جنود Xiahou Dun على مسؤوليته و هرب المتمردون الى Cao Cao الذي كان قد وصل الى بر الامان و اشتكوا عليه من Yu Jin يتهموه بالخيانة. و استمع Cao Cao لاقوالهم و وصل Yu Jin متأخرا كثيرا بسبب تجهيزه للدفاعات دون اكتراث لاتهامات المتمردين, و قام Cao Cao بالتحقيق بالامر و استماع اقوال الجميع و عاقب المتمردين, و لم يكن لديهم اوامر من Xiahou Dun الذي حكم ببراءته و ان الجنود خرجوا دون علمه.
و جاءت ملحمة Guandu التي سطر فيها Cao Cao اروع التحركات التكتيكية و لقن عدوه درسا في التخطيط الميداني و اثبت للبلاد انه هو المرشح الاول, و Yuan Shao المرشح الثاني, و اثبت ان القدرات تهزم الاعداد. و نستطيع من خلال تحركات Cao Cao ان ندرك مدى تأثر Cao Cao بكتاب فن الحرب الذي كتبه Sun Tzu و علق عليه Cao Cao بمذكرة صغيرة لا تزال محفوظة. فـ Sun Tzu يقول "اعرف نفسك و اعرف عدوك و ستعرف النصر" و نستطيع ان نرى مدى حذر Cao Cao في جميع خطواته التي قام بها و اداركه ان القتال المباشر سيقضي عليه حتى و ان قاد المواهب الجبارة, فنراه كان حذرا في تحركاته و اختار ان يسقط العدو جزءا جزءا و بكل يسر و بأقل الخسائر. و يقول Sun Tzu ان من يختار ارض القتال هو من ينتصر, و فعلا نشاهد ان Cao Cao هو من اختار ميناء Guandu كمنطقة تشهد القتال و هو من تحصن في المنطقة و تجهز لعدوه الذي يقاتل في ارض ليست ارضه و يقاتل بعيدا عن ارضه و بخط امداد طويل كان يأخذ شهورا ليصل و لعل Cao Cao ادرك ان عدوه يتفوق عليه في مسألة الامدادات و المؤن لذلك اختار ان يقاتل العدو في مكان يستطيع ان يعزله فيه عن المؤن خاصة ان Cao Cao كان يعاني من تلك المشكلة.
و كتاب "ال36 خطة عسكرية" ادرج خطة تنص انه من الافضل ان يتظاهر المرء بقتال جهة و ينطلق لقتال الجهة الاخرى. و Cao Cao ابدع في تطبيقها. فعندما قام Yan Liang بالتقدم لمهاجمة Baima , قام Cao Cao بالتظاهر انه سيجتاز النهر و ينطلق الى مؤخرة Yuan Shao في هجوم انتحاري و ذهب Yuan Shao لدعم تلك المنطقة و كشف مؤخرة Yan Liang و اثناء تحرك Yuan Shao لحماية مؤخرة قواته كان Cao Cao قد غير وجته و انطلق الى مؤخرة قوات Yan Liang و تمكن من ردعه و قتله بأقل الخسائر الممكنة بعد ان تقدم بقواته بسرعة كبيرة جدا.
و بعدها استعمل Cao Cao خطة اخرى من كتب التخطيط القديمة, التي تقول ان الجشع يقتل صاحبه, و قام بترك غنيمة الحرب التي حصل عليها من Yan Liang مكشوفة, و عرف من كشافته الموزعين في كل مكان ان Wen Chou قادم بالطريق, فاختبىء Cao Cao و ترك Wen Chou و Liu Bei يبعثران خطتهما و هما يستوليان على الغنيمة و انطلق Cao Cao مع اتباعه و قضوا على عدوهم المشغول, و هم لا قلة ليسوا اكثر من 1000, بينما Wen Chou كان لديه اكثر من 5000 رجل. و عندما سمع Cao Cao بتقدم Yuan Shao لمهاجمة معسكر Guandu رجع Cao Cao بسرعة للتحصن و الدفاع عنه و تمكن من الانتصار على Yuan Shao و قام بارسال Xu Huang لقطع مؤن Yuan Shao و اضطر Yuan Shao ان يطلب من مدنه المزيد من المؤن التي ستأخذ شهورا لتصل مما احبط رجاله خاصة بعد هزيمة مقدمة الجيش و مقتل Wen Chou و Yan Liang, و ادى الاحباط و سوء تصرف Yuan Shao الى هروب Xu You و اعلامه لـ Cao Cao بقرب وصول شحنة جديدة, و انطلق Cao Cao بسرعة خيالية و هو متنكر و تمكن من خداع كل من لاقاه و قاتل بكل بسالة لكي يهزم القوات الكبيرة التي كانت تحرس المؤن (صغيرة كانت لكنها كانت اكبر من قوات Cao Cao بكثير) و هزمهم Cao Cao و حرق المؤن و في نفس الوقت كان Cao Hong كافيا لردع قوات Yuan Shao التي كانت تهاجم Guandu و بذلك تقدير ممتاز من Cao Cao و بذلك الجو من الاحباط الذي اجبر Cao Cao عدوه على العيش تحته, قام Zhang He و Gao Lan بالانضمام لقوات Cao Cao و اكمال علامة النصر.
نلاحظ حسن تعامل Cao Cao مع الانتصار, فقام بقتل المستسلمين لاسباب كثيرة معقولة. فالجنود المستسلمون الـ 80 الف كانوا معا في نفس الجيش و ارادوا الانضمام معا و اذا انضموا لجيشه فمن الممكن ان يخططوا لاغتياله او للرجوع الى Yuan Shao خاصة ان Yuan Shao هرب و لم يعرف رجاله - وقتها - مكانه, و ان حدث التمرد فيسكون الاثر جسيم, لانهم اكبر من جيشه القديم. و بدل من ان يكمل هجومه, قام بالتحصن و تأمين نفسه بالمؤن و الطعام, و قاتل شمالا و انتصر ضد Yuan Shao و من ثم ضد ابناءه في اكثر من معركة, و لقن اعداءه دروسا في التخطيط. و طبق خطة "فرق تسد" بطريقة ممتازة, فسحب قواته الى العاصمة بدل من ان يتقدم, و خفف الضغط على اخوة Yuan و بدأ الصراع بينهم, و لم يمض وقت طويل حتى استطاع Cao Cao ان يتحالف مع احدهم و هو Yuan Tan و بعد هزيمة Yuan Shang وجد عذرا ممتازا لمهاجمة Yuan Tan و قتله و استمر مطاردا له الى الشمال عندما انضم Yuan Shang الى القبائل الشمالية Wuhuan و قائدهم Tadun.
اراد Cao Cao ان يطبق شكلا اخر من التخطيط في الحملة هذه, فقام بضم الكثير من الجنرالات في الشمال الذين يعرفون المنطقة و منهم Tian Chou الذي جذبته سمعة Cao Cao و اخلاقه, و اخبره بطرق خفية مهجورة للهجوم المباغت و فعلا طبق Cao Caoالخطة و تقدم بسرعة الى الاماكن السرية للهجوم و تمكن من خداع القبائل بأن اوهمهم انه ينسحب, و قطع شوطا كبيرا و لكن القبائل بطريقة او بأخرى اكتشفت الامر. كان Cao Cao يسافر في اماكن معزولة جبلية يصعب القتال بها كثيرا - و لنا في هزيمة Zhang He امام Zhang Fei خير عبرة - و كان Cao Cao يريد الوصول بسرعة لذلك اخبر جنوده ان يرموا دروعهم - و قد قام Cao Cao بهذه الحركة كثيرا - و حدث ان التقى مع قوات القبائل التي فاجئته, في المنطقة الجبلية صعبة القتال, و هو يسافر بسرعة في تشكيلة مبعثرة, في ممرات ضيقة طويلة, لا يعرف الجندي في نهايتها ماذا يحدث في بدايتها, و بدون دروع للقتال المباشر, و على مسافة بعيدة من دياره. صعد Cao Cao احد الجبال في هذا الموقف الصعب و لاحظ خللا في تشكيلة العدو و شجع جيشه و انطلقت قواته و عين Cao Cao الرجل المناسب للقتال في المقدمة و هو Zhang Liao, و تمكنوا من تحقيق انتصار ساحق على العدو.
و بعد الانتصار, هرب Yuan Shang و Yuan Xi و Tadun الى ضيافة Gongsun Kang. بدل من ان يستكمل الحملة و يهاجمهم في الجنوب, قرر Cao Cao بحكمته ان ينسحب. و بعد ان انسحب بقليل, قام Gongsun Kang بقتل ضيوفه. سأل جنود Cao Cao قائدهم عن كيفية علمه بحدوث ذلك, قال Cao Cao انه عندما ضغط على اعداءه, اضطروا ان يتعاونوا لكي يعيشوا. اما بعد ان انسحب و خفف الضغط عنهم, حاول الكل ان يصفي حساباته مع الاخر, و حاولوا التقرب منه لكسب السلام الدائم, لذلك علم ان هذا سيحدث و سينضم احدهم له. و في هذه الحملة ككل حكمة بالغة, فالقتال في الشمال على مسافات بعيدة عن العاصمة صعب جدا, خاصة ان عدوه كبير عدديا و اضرار Guandu كانت قد اثرت على الطرفين, و لا ننسى انه على Cao Cao كسب ود اهالي المنطقة الذين لم يعجبهم Yuan Shao و كان على Cao Cao ان يكسب اعجابهم بقراراته, و لا ننسى وجود Liu Biao في الجنوب و Sun Quan و جهود Cao Cao في تأمين حدوده الجنوبية منهم واضحة تماما. فقد رجع Cao Cao الى العاصمة في اكثر من مرة و تحرك الى الجنوب لكي يراقب Liu Biao عن كثب و تأكد انه لن يتحرك, و علم من مستشاره Guo Jia ان Liu Biao لن يثق بـ Liu Bei و لن يهاجمهاه ابدا, و عرف كيف يكسب Sun Quan بالتحالف و التزاوج بين العائلتين, و اعطاءه للترقيات.
و بخصوص كسب اعجاب الاهالي فقد قام Cao Cao باعفاء عوائل الشمال من الضرائب تقديرا منه لاثار الحروب عليهم, و اكثر من تكريم اتباعه و امتدحهم في اكثر من خطبة القاها في الشمال, و قام باعطاء المناصب و تعيين الكثير من مؤرخي الشمال و اصحاب المواهب, مما اعجب اهالي الشمال و تدافعوا للانضمام اليه و تسابقت المدن للاستسلام له, و من عاد للخيانة قضى عليه Cao Cao, و من خطط للخيانة سكت عنه Cao Cao الى ان يخون و يقضي عليه. و نستطيع ان نرى ان Cao Cao استطاع ان يوازن بين امرين قلما نجد قائد يوازن بينهما. فبقدر ما بين Cao Cao قوته و رسم قوانينه و نفذها بصرامة, نراه قد قام بالاعفاء و التكريم و كسب ود ابناء الشمال بسرعة قياسية, مع المحافظة على روح القانون و سيادة النظام و دحر الفساد و نحر الفوضى.
و بعد ان توقفت مسيرة تقدم Cao Cao جزئيا في Chibi, بسبب ظروف خارجة عن ارادته كالجو و الامراض و عدم خبرة جنوده بالملاحة, تمكن Cao Cao من قيادة قواته للهروب التكتيكي الجيد - و ان اجتابته بعض ضروف الجو و المناطق صعبة الاجتياز و فوضى بعض اجزاء الجيش - الا انه تمكن من الرجوع الى الشمال و تمكن من استرجاع قوته بشكل جيد, و لم يخسر في هذا الهروب الكبير سوى مدينة واحدة بفضل الله ثم بفضل مهارة Cao Ren و حكمة Cao Cao في ابقاءه مع Xu Huang في تلك المنطقة و عدم اشراكهما في القتال في Chibi. و بعدها اراد Cao Cao التوسع في الشمال الغربي و ذلك لانه لم يثق بأهالي الشمال الغربي ابدا خاصة و انه معروف عنهم صفة الخيانة و قد اخذ Cao Cao نصيبه من خيانات اهالي الشمال الغربي و تعاملاتهم في الخفاء مع اعداء Cao Cao. و لكن Cao Cao كان يعلم عن نواياهم بفضل استخباراته و معلوماته السرية, لكنهم رسميا حلفاؤه و يجب عليه ان يثق بهم ولا يخونهم حتى يخونوه. و لذلك, عرف Cao Cao كيف يصطادهم جيدا, فأرسل قواته لكي يهاجم Zhang Lu و لكن لكي يهاجم Zhang Lu كان عليه العبور من اراضي Ma Chao وحلفاؤه و عرف انهم سيثورون فور رؤيتهم لقوات Cao Cao ظنا منهم انه سيهاجمهم, و فعلا حصل ما توقعه Cao Cao و تمرد Ma Chao و احتل مدينة Chang An. فقام Cao Cao باعدام Ma Teng الذي كان يعمل في العاصمة, و اعلن الحرب و تمكن من تطبيق عدة خطط محكمة ساهم فيها Xu Chu و Xu Huang و Jia Xu و Cao Cao و ادت تلك الخطط للانتصار على قوات Ma Chao في Tong Gate و ارسل Cao Cao بعد ذلك Xiahou Yuan لاستكمال الانتصارات و تمكن Cao Cao من فتح مناطق شاسعة و هزم القبائل و اخمد ثورات كانت قد بدأت منذ 30 سنة على سلالة الـ Han و زادت سمعة Cao Cao اكثر مما هي عليه.
https://2img.net/h/i259.photobucket.com/albums/hh281/Xiahou_Nasser/TongPass.jpgتكلمت عن معركة Tong و مررت بها مرور الكرام, و هذا لا يليق بمعركة تفنن Cao Cao في التخطيط بها. فبالنظر الى الصورة الموضحة, التقى الجيشان جنوب النهر و اخذ Cao Cao انتباههم و طمأن اهالي المنطقة بقرب الانتصار بينما ارسل Xu Huang و Zhu Ling الى Puban لكي يجتازا النهر و يؤمنا المنطقة و يبنيان معسكرهما, و يخفيان بعض الجنود لكي يخرجوهم في كمين في حالة تدخل اي جهة من القبائل و عندما حدث التدخل خرج الجنود في الكمين و انتصروا انتصارا ساحقا و تمكن Cao Cao من اجتياز النهر و الالتفاف مما اجبر القبائل بقيادة Ma Chao على التراجع لتأمين مكانها. و بعدها كرر Ma Chao طلبه للهدنة و وافق Cao Cao على هدنة مؤقته, و لكنه لم يتوقف عن تفجير الابداع حتى و هو في حالة الهدنة. فقد تبنى نصيحة Jia Xu, و قابل Han Sui على النهر للحديث و حرص Cao Cao ان يتحدثا بالامور الطبيعية اليومية في البلاد و العاصمة و ان يسترجعا ذكرايتهما بدون ان يتطرقا للقتال. و عندما رجع Han Sui سأله Ma Chao عنما قال له Cao Cao, فأجابه Han Sui و قال "لاشيء مهم". و بذلك بدأ الشك ينتشر, و في اليوم التالي ارسل Cao Cao رسالة الى Han Sui و كان قد مزق اجزاء من الورقة و شطب على اسطر كثيرة و عدلها, لكي يبين ان Han Sui عدل في الرسالة, مما اثار شكوك Ma Chao اكثر. و عندما قاتلهم Cao Cao و انتصر, بتكتيك جميل حيث دافع في المشاة لفترة طويلة ثم اطلق العنان للخيالة لتدمر جوانب العدو, تفرق تحالف الشمال و تمكن Xiahou Yuan من الانتصار في توحيد المنطقة. بذلك التخطيط شجاعة كبيرة, فقد كان Cao Cao يقنل جنوده تدريجيا الى Puban و كان هو بنفسه اخر المنتقلين, و مقابلته لـ Han Sui مقابلة شخصية تحتاج شجاعة كبيرة, و لا اعتقد ان التخطيط الي ذكرته يحتاج لتفصيل اكثر من هذا, فالابداع واضح المعالم.
و بعد ذلك التفت Cao Cao الى هدفه الرئيسي و قدم الى Hanzhong. قبل وصوله, كان قد ارسل من يستكشف المكان و قيل لـ Cao Cao ان يهاجم من احد الطرق التي وصفت بسهولة الحركة و سرعة الوصول و جاهزيتها للقتال. لكن عندما قدم Cao Cao و تقدم من ذلك الطريق اكتشف العكس, و ان وصف الكشافة كان خاطئا تماما و ان الطريق ضيق و الجبال صعبة التسلق و عانى Cao Cao في تلك المعركة و لم يتمكن من احتلال العدو المتحصن بشدة في اول التحام. و قرر Cao Cao ان يشكل صفا للحماية بينما ينسحب الجيش لقتال اخر, لكن مقدمة الجيش تاهت في الظلام و وصلت عن طريق الخطأ لاحد مراكز العدو و هرب الاعداء من شدة التفاجىء و الفوضى و كان Cao Cao قد امر Xiahou Dun و Xu Chu ان يسحبا الجنود للانسحاب لكن Liu Ye و Xin Pi اخبرا Xiahou Dun عن ما حصل, و لم يصدق Xiahou Dun حتى ذهب بنفسه و تأكد و اخبر Cao Cao و تمكن Cao Cao من اسقاط المنطقة بعد ذلك. الذي اريد ان اصل له من الشرح هذا هو ما حصل بعد ذلك, كان Zhang Lu حاكم Hanzhong يريد الاستسلام منذ البداية و لم يرد ان يقاتل, و لكن اخاه Zhang Wei هو من تحصن و قرر القتال. الان, لم يكن بمقدور Zhang Lu تقديم نفسه كأسير لانه سيعدم, لذلك قرر الهروب. و لكنه ترك مؤنه و مستودعاته و امواله و املاكه و لم يحرقها كما اراد جنوده. Cao Cao فهم الرسالة و ارسل لـ Zhang Lu لكي يستقبه و قبل استسلامه.
توقفت انجازات Cao Cao العسكرية من فتوحات هنا, سأبدأ بالحديث عن الناحية الاقتصادية التي اثراها Cao Cao اكثر من الناحية السياسية. فالبلاد كانت تعج بقطاع الطرق, و الناس في مناطق كثيرة كانوا قد بدؤوا بالفعل في التهام بعضهم البعض من شدة الجوع. Cao Cao تمكن من جلب نظام اقتصادي من اعماق التاريخ الصيني يسمى نظام الـ Tuntian, لم يعمل في هذا النظام لقرون و نسي في طيات الكتب. و ارجعه Cao Cao و تمكن بالفعل من تطبيق هذا النظام بنجاح بعد ان خطط مع Mao Jie و Han Hao لارجاعه. النظام هذا رفع من كفاءة الانتاج الزراعي و صبغ اراضي المملكة باللون الاخضر و عاش السكان في مستوى معيشي عالي جدا. و ضمن هذا النظام حلا لكثير من المشاكل فبه وجد وظائف للسكان و به وجدت اعمال شاقة للمساجين و به امكن وجود حل للضعفاء و الفقراء الذين كانوا ينتظرون الموت جوعا او كانوا عالة على غيرهم, و به استفاد السكان انفسهم من الطعام الذي انتجوه لانفسهم, و صرف قسم منه للحكومة التي استفادت من ذلك في تموين الجنود للحملات, و فوق هذا و ذاك, كانت المزراع المحصنة نقاط دفاعية ممتازة لصد الهجمات اذا وصل لها اي هجوم اختراقي قوي. و من شدة نجاح هذا النظام, ان البلاد كانت تعاني من مجاعة قوية و كان تأمين الطعام هو المعضلة الحقيقية و ليس جمع الرجال, و لكن بعد تطبيق النظام تمكنت مملكة Wei من الخوض في معارك طويلة المدى و على مسافات بعيدة عن قلب المملكة. و كدليل على ذلك, قام Zhuge Liang و Lu Xun بتقليد ذاك النظام لكنهم قاموا بذلك بشكل متأخر و لم يستفيدا منه كما استفادت مملكة Wei. ولا يزال نظام الـ Tuntian يطبق في بعض الدول في وقتنا الحالي!
و حتى سياسيا و اجتماعيا تمكن Cao Cao من جلب الامان و الطمأنينة لبلاده بشكل عام و مملكة كبيرة كمملكته يصعب فيها الادارة و الحفاظ على سلامتها. فقد قام Cao Cao بتغيير الكثير من القوانين في البلاد, و ابتكر نظام ال Zutiao الذي يقضي بتخفيف الضرائب بشكل كبير على الفقراء و زيادتها على الاغنياء مما اسعد الكثير من السكان, و خفف العقوبات في بعض الاحكام و زادها في احكام اخرى و غير نظام التوظيف في الصين. فمنذ قديم الزمان, كان لك محافظ خيار اختيار 5 اشخاص شهريا ليتم ارسالهم الى العاصمة و يتم النظر في تعيينهم, و يمكن ان يختار شخص واحد فقط يتم توظيفه بشكل فوري لكن الخيار هذا يمعنه من اختيار خياراته الخمسة و ذلك النظام ادى الى تركز ابناء العوائل الكبيرة و النبو لاء في المناصب العالية, و بقت المناصب المتواضعة للذين ليسوا من هذه الفئة, و لم تؤخذ عوامل المهارات و الامكانيات و القدرات الفعلية في الحسبان في منافستها للدم النبيل. Cao Cao غير ذلك النظام, فعين مكاتب لاستقبال الشباب و عين لجنة للتقييم و تحديد افضل طرق و وظائف لاستغلال تلك المهارات. بغض النظر عن فشل النظام بعد نجاح جيد نسبيا في البداية, فأن القرار هذا عن طريقة Cao Cao في الادارة و اعتماده على المواهب و اهمال النسب و التعالي. و اعتقد ان هذه القرارات السياسية و الاقتصادية تعتبر قرارات شجاعة جدا, فمن الصعب ان يغير احد نظام اتبعته البلاد لسنين و ان ينبذ المرء ما تعوده ابناء بلده من عادات و تقاليد خاطئة, و ذلك ينم على عقلية Cao Cao التي اعتقد انها سبقت عصره بمراحل.
و تمكن Cao Cao من الحفاظ على بلاده من الاطماع الخارجية, فقد قضى على القبائل المحيطة بمملكته بسرعة قياسية و قاتل الى ما بعد سور الصين العظيم, و قام بتحسين علاقاته مع مملكة اليابان المجاورة و ملكتها Himiko. و ايضا قام بتكوين قوته على اساس قوي جدا سياسيا, فكان يعلم - كما علم مفكروا الصين - ان سلالة الـ Han لا بد لها من السقوط, و علم ان الامبراطور شخصه ضعيف و من الممكن التحكم فيه و بذلك فقد حقق Cao Cao المصلحة العامة. لانها سلالة ضعيفة و يجب ازالتها, و بنفس الوقت ان تمت ازالتها في الحال فسوف تسقط البلاد في جو فوضوي مثل ما قام به Dong Zhou و من الممكن اذا اعلن Cao Cao نفسه امبراطورا في ذلك الوقت ان يسقط مثل Yuan Shu, و بحركة Cao Cao هذا قاد البلاد بكفاءة الى بر الامان و ثبت نفسه تدريجيا في المناصب العالية و بنفس الوقت اعطى المناصب لمن يستحق بفكر عالي تمكن فيه من اخراج البلاد من الجو الفوضوي الى النظام المقنع, و اخراج الامبراطور من ازمته كامبراطور فار الى امبراطور في عاصمة جهزها Cao Cao له, مما اعجب جميع سكان مملكته.
فبذلك ذكاء لانه دمج قوته بأسم الامبراطوري و نسج لنفسه هدفا مقنعا امام الشعب و اصبح هو من يجلس في كرسي السائق في البلاد, و مع ذلك فقد تحدث Cao Cao في احدى خطبه و قال انه لا يريد المناصب العالية طمعا, و انما لحماية نفسه من قتل اعداءه به, و ايضا لتحقيق مصلحة البلاد في ادارتها بشكل جيد و تأمين مستقبل جيد لابناءه و حمايتهم, و قال انه رفض بعض الترقيات له و لابناءه و تنازل بنفسه فعلا عن الكثير من القرى التي كان ماركيزا عليها للحكومة الامبراطورية. لا نعرف هدفه - هل كان يريد تثبيت نفسه و كسر اتهامات اعداءه و اي تهكنات بأنه طمع بالحكم, ام كان يريد ان لا تشوه صورته تاريخيا, خاصة و انه ركز كثيرا على تلك النقطة و رغبته في ان تنقل صورته التاريخية بشكل جيد و ان تصل افكاره الينا بدارسة جيدة و بدون اتهامات غير مبنية على ادلة واضحة. و اذا ما فكر المرء في علاقة Cao Cao مع الامبراطور و سلالة ال Han و بلاده, و نزع كل تأثير الرواية و تصوير الثقافة الحالية له بالظلم و الطغيان, و باخذ الاعتبار الثقافة السائدة في وقته و متطلبات زمانه, فقد يصل المرء الى صورة متوازنة.
في بداية الكلام, فان ما قام به Cao Cao - مهما اختلفت الاهداف و مهما اختلفت التفسيرات - فقد انتهى به المطاف كالمتحكم الاول في البلاد, و حصل بموجب ذلك على مناصب عالية له و لابناءه, و ايضا استفادت بلاده كثيرا من ذلك بسبب حسن ادارته للبلاد و نزعها من حالة الفوضى و الفقر و المجاعة, الى حالة التنظيم و العز و الاستقرار. في بدايات Cao Cao كان قد عارض محاولات Yuan Shao لتغيير الامبراطور معارضة شديدة, و قد رفض الانضمام لمحاولة اغتيال الامبراطور. و لا ننسى ان Cao Cao قد قال انه لا يفعل ما يقعل طمعا, بل بسبب حاجة البلد له و ايضا بسبب خوفه على نفسه من محاولات الاغيتال اذا سلم منصبه للحكومة. من وجهة نظري, لا اعتقد ان Cao Cao له وفاء للامبراطور او للامبراطورية, انه يريد الصلاح لوطنه. فلو ان Cao Cao عديم الولاء لوطنه - لما شارك في ردع ثورة العمائم و لما شارك في ردع طغيان Dong Zhuo بل و لم يبطل عمل الامبراطور حماية لوطنه. عندما دافع Cao Cao عن الامبراطور و رفض خلعه, لم يدافع عن شخص الامبراطور بل دافع عن رمز الامبراطور في بلاده و مكانته و اهمية وجوده في ذلك الوقت. و عندما اسقط الذين اعلنوا انفسهم اباطرة, فعل ذلك لحماية وطنه, ليس من اجل شخص او سلالة محكوم عليها سلفا بالسقوط.
و اعتقد ان Cao Cao علم انه هو ما تحتاجه البلاد في ذلك الوقت - و قد اشار الى ذلك في خطبته المشهورة التي تعتبر احدى اقدم السير الذاتية في التاريخ, فقد قال انه لن يسلم منصبه و جنوده لان ذلك سيعطي الفرصة لاعداءه لقتله و هو يعرف ماذا ستؤول اليه البلاد حالة مقتله. و قد قال Cao Cao انه رفض مناصب اتت لابناءه من الامبراطورية و شخصيا لا استبعد ذلك, فقد قام Cao Cao بنفسه من حرمان المخطئين من ابناءه من المناصب, بل و عاقبهم ايضا. و لم يقم Cao Cao بمعاملة الامبراطور بسوء ابدا, فعاش الامبراطور معززا مكرما في قصره لكن بلا اية سلطة, و لم يسقطه لان اسقاط ذلك الرمز في وقت الفوضى قد يؤدي الى مشاكل كبيرة. بل ان الامور كانت في العكس تماما, فالامبراطور و عائلته هم ما حالوا اغتيال Cao Cao و بعد فشلها قام Cao Cao بقتل جميع المتورطين في تلك المشكلة. و يجدر بالذكر انه عندما قام الامبراطور بتلك الفعلة, قام Cao Cao بعزله تماما عن من من الممكن ان يشجع الامبراطور على تكرار فعلته.
بل ان هناك ما هو مثير للاهتمام فعلا, فحتى بعد ما وصل Cao Cao الى اوج قوته, و اصبح في مكان يسمح له بخلع الامبراطور, قرر Cao Cao ان يموت تحت ظلال الـ Han و ابقى الامبراطور كما هو. هناك العديد من التفاسير التي من الممكن ان نعتبرها, قد يكون Cao Cao اراد ان يحترمه التاريخ الصيني الذي يمقت الخيانات و لذلك لم ينزع الامبراطور و مات و هو يخدمه و ذلك ارجح في رأئي. و قد يكون Cao Cao قد تأثر من كلام Xun Yu حينما نصحه ان يتذكر بداياته و رغبته في حماية الامبراطورية, و لذلك لم يقم بشيء, قد يكون التفسير اكثر بساطة, ربما فاجىء ملك الموت Cao Cao و قد كان مخططا ان ينزعه لاحقا - و هذا وارد لان الكثير من مستشاريه ارادوا ان يعلن Cao Cao نفسه امبراطورا و قال لهم "لاحقا" لانه اراد ان يقوم بتلك العملية بكل حذر و ضمان, من ناحية رضى السكان و عدم تأثرهم, و من ناحية رفق التاريخ به, و من ناحية عدم كسر وعده بخدمة الامبراطورية. و قد يكون Cao Cao اراد تهيئة الامور لابنه لكي يصبح امبراطورا.
======================================================
شخصية Cao Cao, شخصية القائد المتكامل, بل و اكثر (و الكمال لله عز وجل)
======================================================
لقد وصل الينا كم هائل من المعلومات عن Cao Cao و لذلك فانه من السهل تحديد ملامح شخصيته و معرفتها, و لكن يقابل ذلك تشتت واضح في الصفات, فصفات Cao Cao كقائد عسكري تختلف تماما عن صفات Cao Cao الحاكم, التي بدورها تختلف عن صفاته كأنسان و صفاته كشاعر و جميعها تنصب لتبرز فكره العالي.
فكبداية, Cao Cao رجل طموح جدا, لدرجة انه كان يزداد طموحه و هو يتقدم في طريقه لطموحه الاساسي. كان يريد بالبداية ان يخدم بلده, و بعد ان اصبح جنرالا, اصبح يريد ان يكون ماركيزا و له منصب كبير كالجنرال الذي يقضي على الغرب, و ازداد طموحه في اخراج بلاده من الفوضى التي سببها اسقاط Dong Zhuo, و توالى طموحه في الصعود و هو يوحد تلك الاراضي و المقاطعات, و تمكن من توحيد ثلثي البلاد بنفسه.
بعد ذلك, كان Cao Cao سريعا جدا في تنفيذ اهدافه, فتوحيد ثلثي الصين, اي اكثر من 9 اقاليم, على مدار 30 سنة يعتبر رقم قياسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. و يقابل هذه السرعة, توازن عجيب. فكان Cao Cao يحافظ على تقدمه و لم يأخذ خطوات للخلف الا نادرا, و اذا اخذ خطوات للخلف نجده يرجع للامام و يسترجع توازنه بسرعة عجيبة, و اذا لم ينجح في ذلك كان دائما ناجحا في تقليل الاضرار الناتجة عن تراجعه. عندما اخذ Lu Bu مدينة Puyang و ما يجاورها من مناطق رجع Cao Cao بسرعة كبيرة ليسترجع مناطقه. عندما ثار Ma Chao و احتل المناطق المجاورة, رجع Cao Cao و استعاد مناطقه, بل و رد الصاع صاعين بأن اسقط قوات Ma Chao عن بكرة ابيها. عندما تمكن Zhou Yu من ايقاف Cao Cao في الجنوب و انسحب Cao Cao, تمكن Cao Cao من تقليل الخسائر بشكل رهيب الى مدينة واحدة فقط- كانت قد سقطته في يده اثناء الحملة الجنوبية نفسها. و هذا التوازن ممزوج مع صفة عجيبة و هي التقدم الداخلي, فمعروف ان من يكثر من الحملات العسكرية لابد ان يهمل التقدم الداخلي و الازدهار, لكن بالنظر الى Cao Cao , كان Cao Cao يقوم بحملات عسكرية مكثفة يشارك بها في نفسه بالعادة, و مع هذا كانت مملكة Wei متقدمة و رائدة في القوانين الحديثة و الانظمة الجيدة و التقدم الاقتصادي الكبير.
و كتخطيط, فلـ Cao Cao خطط كثيرة و ان كنت قد ذكرت بعضها في مقدمة المقالة, فلا بأس ان اضيف. Cao Cao توقع حصار Sun Quan لـ He Fei و اعطى Zhang Liao الخطة التي عليه تنفيذها في ذلك القتال مع ان Cao Cao كان يقاتل في الجهة الاخرى من الصين! و Cao Cao له الكثير من الخطط الاخرى, اثناء القتال مع Lu Bu, فاجئته قوات Lu Bu بينما كانت معظم قواته تجمع القمح, قرر Cao Cao تعيين نساء اعلى الابراج لكي يكونن مثل الكشافة و يساعدن في كشف تحرك العدو, عندما اقترب Lu Bu قام Cao Cao بأخفاء جنوده, Chen Gong توقع وجود كمين في تلك المنطقة و بذلك كشف Cao Cao بعض جنوده في هجوم مباغت, فرح Lu Bu و قرر الانطلاق لمهاجمتهم استخفافا في اعدادهم, و اعتقاده ان الهجوم المباغت هذا ضعيف التأثير بسبب قلة العدد, لكن Cao Cao سرعان ما كشف بقية الجنود في هجوم مباغت انتهى بمطاردة Lu Bu الى معسكره!
و اثناء القتال مع العمائم الصفر المحتشدين بمئات الالوف, هزم Cao Cao في اول التحام و قلق جنود و خافوا كثيرا, قام Cao Cao بتشجيع الجنود و قام بتجهيز الجيش بنفسه و اخبر الجنود بجوائزهم و عواقبهم, و تشجعوا كثيرا و قرروا الانطلاق للقتال و تمكنوا من الحاق اضرار جيدة بالعدو. بعد ذلك, ارسل رجال العمائم رسالة الى Cao Cao يدعونه الى ديانتهم و يذكرونه بأنه قد هدم الاصنام في المدينة في بداياته و ان ذلك يتفق مع ديانتهم, رفض Cao Cao و ارسل لهم رسالة عكس فيها نقاطهم و طلب منهم الاستسلام اكثر من مرة, تزعزعت ثقتهم و جهز Cao Cao كمين لهم, و تمكن من هزيمتهم و مطاردتهم. و في احدى المعارك, كانت قوات Cao Cao ناقصة في المؤن, و لكي يشجع جيشه للقتال قام بأعدام مسؤول التموين - البرىء - و ادعى ان المسؤول كان يوصل المؤن الى العدو و انه لم يقم بواجبه تماما, و انه يجب على الجنود القتال للحصول على الطعام المسلوب و تشجع الجنود و قاتلوا و تمكنوا من اخذ المدينة. موقف اخر, تسانده مصادر ضعيفة و هو مثل معروف في الصين, ان Cao Cao كان في احدى المعارك يقطع مسافة بعيدة جدا و انهك جنوده من الحر و التعب, و لكي يشجعهم قال لهم انه يعرف غابة من الخوخ و الفواكه قريبة جدا, مما اسال لعابهم و شجعهم للتقدم الى ان وصلوا الى العدو و هزموه.
اثناء قتاله لـ Zhang Xiu و قراره للانسحاب بشأن اخبار تقدم قوات Yuan Shao, طارده Zhang Xiu و Liu Biao و حاصراه بمكان ضيق, في الليل امر Cao Cao جنوده ان يحفروا نفق الى الجهة الاخرى و وصل الجنود و المؤن للطرف الاخر و في اليوم التالي, حاصرهم Cao Cao من الجهتين و قضى عليهم تماما. الجدير بالذكر ان Cao Cao ارسل رسالة الى Xun Yu قبل المعركة, يعلمه بالوضع و حصار الاعداء له و يراهنه على ان ينتصر في يوم حدده, و فعلا كان النصر حليفه في ذلك اليوم. ايضا, اثناء قتاله لاحد اللصوص, رأى الجميع انه يجب مساندة احدى المدن التي كانت تطلب المساندة, لكن Cao Cao قرر مهاجمة احدى المناطق التابعة للصوص مما اجبر اللصوص ان يفكوا حصارهم على تلك المدينة ليدافعوا عن المدينة التي هاجمها Cao Cao و هذه حركة ذكية جدا و ضرب بها عصفورين بحجر واحد. Cao Cao ايضا قام بتقديم رشاوي لبعض العائلات الغير مطيعة في الجنوب لكي تثور و تزعج عائلة Sun. ايضا, في احدى المعارك مع ابناء Yuan, كانت قوات التعزيز من Yuan Shang قادمه و رأى الجميع انه من المفترض عدم قتالها لحين دخولها المدينة لحصارها مرة اخرى, بسبب قوة و اندفاع كل من يريد ان يدافع عن مدينته, لكن Cao Cao حلل الموقف و قال انه سيقوم فعلا بالدفاع اذا تقدم Yuan Shang من الطريق الرئيسي لكن اذا جاء من الممر الجانبي, سيقوم بمهاجمته هجوم مباغت لهزيمته و فعلا تقدم Yuan Shang من ذلك الطريق و هزم هزيمة كبيرة. و ايضا في احدى المعارك عندما كان يحاصر Shen Pei, حفر Cao Cao خندقا لكنه جعله بسيط لكي لا يزعج Shen Pei, و بظرف ليلة واحدة زاد العمق و العرض للخندق بشكل كبير مما افزع Shen Pei و دمر نفسية جيشه.
و Cao Cao رجل يعتمد على نفسه جدا, و هو انسان عملي و ليس نظري. فكان دائما ما يقوم بجولات تفقدية للوضع في المعسكرات بنفسه و يراقب الجنود و يشجعهم و كان معسكره دائما قريب من الخطوط الامامية, و كان يقود الهجمات بنفسه في كثير من المعارك و الحملات, لدرجة اننا لم نسمع عن حملة في تأسيس مملكة Wei لم يقم بها Cao Cao. و الى جانب اعتماده على نفسه في كثير من الاعمال, كان يثق بنفسه فقد قال لمستشاريه اثناء الحملة الشمالية لاسقاط Ma Chao, حيث كانوا قلقين من رماح العدو القوية "انا من اقود الهجوم, انتم انظروا و سترون كيف لن يستعملوا رماحهم بما يفيدهم" و فعلا تمكن من اجبار العدو على الانسحاب بالتحركات التكتيكية الممتازة. الى ذلك أضيف ان Cao Cao كان يستشير الكثير من مستشاريه في مسائل كثيرة جدا و يقبل اعتراضاتهم و نصائحهم و لم نسمع عن قتله لمن عارض قرارا له, بل انه كان يعترف بكثير من اخطاءه بعدما يقوم بها. و لو اردت ان اذكر امثلة فلن ينتهي المقال, استشار Cao Cao المستشار Jia Xu في شأن اختيار الخليفة, و استشار Guo Jia في كثير من حملاته الشمالية و ضد Liu Bei و استعان بـ Tian Chou ضد القبائل الشمالية و كان يستشير Xun Yu في مسائل التعيين كثيرا. و اعترف بخطأه في Wan و واجه انتقادات اعداءه عندما صعد الى السلطة و ايضا لم ينسى هزيمته في نهر Bian امام Xu Rong و اعترف بها, و ايضا اعترف بخطأه عندما قرر نقل الكثير من سكان الحدود بين مملكته و مملكة Wu مما ازعج الناس و جعلهم يهاجرون الى Wu بأزدياد.
Cao Cao رجل يتعلم من اخطاءه, فغير النقاط التي سبق و ان ذكرتها, تمكن Cao Cao من كسب ثقة شعبه الذي لم يعجبه Cao Cao في بداياته (اقليم Xu و اقليم Yan كانا لا يحبان Cao Cao لان Cao Cao ارتكب مجزرة بعد مقتل ابيه, و قد ضم قطاع طرق تلك الاقاليم في جيشه - مثل كتيبة Qingzhou - و قد قاموا بهجرات كبيرة و ثاروا في مناسبات كثيرة) لكن بعد ذلك تمكن Cao Cao من كسب اعجابهم و ثقته بعدما ازدهرت البلاد و تقدمت و زالت المجاعة. غير ذلك, Cao Cao عادل فقد قام بمحاكمة عادلة لـ Yu Jin, و قد طبق القانون على اقرب الناس له من مستشارين و قادة, بل و طبقه على ابناءه ايضا. قام Cao Cao بمعاقبة Cao Zhi عندما اخطأ و اساء استعمال سلطاته و حاول الغش في واجباته الوظيفية, و قال لـ Cao Zhang "قد تكون ابني, لكننا في العمل كالرئيس و المرؤوس. لا تخطىء و تتوقع مني الا اطبق القانون". و هذا يجرنا الى نقطة اخرى, فـ Cao Cao والد مثالي. فكان يهتم كثيرا في حصول ابناءه على حياة امنة و سليمة, و عودهم على العمل و الاجتهاد و تحسين الذات و اصالة الاخلاق. Cao Ang مثال يحتذى به ببر الوالدين, Cao Pi اديب كبير في التاريخ الصين, Cao Zhi من افضل الشعراء الذين عرفهم الادب الصيني, Cao Zhang من وحوش القتال و Cao Chong من عباقرة البشرية, Cao Gun كان يكتب المقالات و هو مراهق و من شدة جمال مقالاته كانت تعرض امام الامبراطور و اصحاب المناصب العالية. و Cao Cao نفسه كانت لديه قوة جسدية, فقد قام بقتل الثوار بنفسه عندما ثاروا عليه فور بدايته لجيشه, و قد قام بقتل ابن Lu Boshe و خدمه عندما كان يهرب من Dong Zhuo .و كان جيد جدا في الصين ففي مدينة Nanpi في احدى المرات اصطاد 63 طيرا!
و Cao Cao ايضا رجل حذر جدا, فكر كثيرا في تغيير مكان العاصمة اثناء حملة Fan و انسحب و على الفور من حصاره لـZhang Xiu عندما سمع بخبر قدوم قوات Yuan Shao, و بنفس الوقت اجتمع الحذر مع الثقة بالنفس بشكل رهيب. و حياة Cao Cao الزوجية كانت مثالا جيدا على حسن خلقه, فقد قام بتطليق زوجته Lady Ding و هذا حدث نادر جدا في عصر الممالك الثلاث, بل و حزن جدا قبل تطليقها و قال "عندما اموت, كيف لي ان اقابل Cao Ang في الاخرة و امه ليست مدفونة بجانب ابيه؟". و قد تزوج Lady Bian و هي مغنية و من عائلة بسيطة جدا, و هذا يدل على عدم اهتمامه للانساب و ايضا فيه ذكاء فمنع اي تدخل من الاسر الكبيرة في اموره و مطالبتها بخليفة من ابنتهم و غيرها من مصادر الازعاج التي ازعجت سلالة Han قبله.
اجمعت المصادر - بدون اي استثناء مهما كان - ان Cao Cao كان يعرف ال
موضوع: Cao Cao....لا تلعب وياه!! 
الأربعاء 16 مارس 2011, 12:07 am
