السلام عليكم...مبارك عليكم الشهر..وكل عاام وانتم بخير..
وانا قاعد اقرا في التاريخ الاندلسي,قرأت سيرة قائد اعجبتني جداا, وذكرتني بسيرة القائد Cao Cao !!
القائد هو أبو عامر محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري. جاء من شبه الجزيره العربية,من الصحراء القاحله, الى الجزيره الخضراء, الاندلـــــــس, لطلب العلم, سكن في قرطبة ومعه اثنان من ابناء عمه, وحرص على حضور حلقات العلم التي تقام في ساحات قرطبة,برز بين اقرانه لذكائه وسرعه بديهته,اثنى عليه اغلب العلماء الذين درسوه., مما ادى الى اشعال نار الغيره لدى بعض الامراء الذين كانوا يتعلمون معه,,وفي يوم من الايام, كالعادة,عند انتهاء المحاضرة, اثنى المعلم على ابو عامر ثناءا كبيرا, فلم يتحمل احد الامراء وقرر ان يضع حدا لابو عامر, فأخذ الامير ابو عامر وقال له:" أسمع ايها البدوي,كيف تجرؤ على اخذ الحضوة من الامراء؟, لا اريد ان اراك ثانية في محافل العلم,خذ امتعتك انت و ابناء عمك وارجع الى الصحراء التي كنت فيها".وضرب عمامة ابو عامر وداس عليها برجله.لم يستطع ابو عامر ان يفعل شيئا,,فسكت وكتم غيضه..
لم يستطع ابو عامر ان يحضر جلسات العلم,فقرر ان يستغل موهبته في الكتابة التي حباها الله له,فكان بداية عهدة ان استأجر دكانا قريبا من القصر واستطاع بذكائة ان يميل الرجال الصقالبة(أصحاب الشأن) الية وان يكتب الرسائل والتهاني إلى رجال القصر فلمع اسمه وذكر عند صبح البشكنجية (
جارية تزوجت الخليفة المنتصر بالله الحكم وانجبت منه ولدا),فقربته إليها وجعلته قائما على اعمال ولدها هشام ثم تولى رئاسة الشرطة وخزانة الدولة في عهد المستنصر بالله الحكم لانشغال الحكم في غزوات المغرب الأقصى.بعد وفاة الحكم,اصبح ابنه هشام بن الحكم ذو ال11 عاما الخليفة في الاندلس,انتدب ابو عامر ليكون قائما على أملاك الأمير هشام بن الحكم,واستطاع بذكائه وحنكته أن يصل إلى سدة الحكم في الأندلس عن طريق صبح البشكنجية. فأخذ الوصاية على الأمير هشام، وأصبح في عهده حاجب الدولة، ثم المتصرف في كل شؤونها، ولقب نفسه بالملك المنصور. (ابو عامر تحكم بالخليفة, و Cao Cao تحكم بالامبراطور!!)
قرر المنصور بن ابي عامر ان يطهر الاندلس من الفساد المتمثل بالحانات والمغنيات وحتى فساد الامراء والاغنياء,فاصطدم ببعض الامراء الذين يغتصبون اراضي المسلمين من غير حق,,فكان على رأس هؤلاء الامراء (تتوقعون منو ؟!!)...الامير الذي اهان المنصور ايام دراسته في المحافل العلميه,,انتصر المنصور للحق وسجن جميع الامراء الفاسدين
,,ورفع المنصور شعار "انتهى عصر الوساطة", ففرحوا السكان بهذا القائد الذي انتصر للضعفاء على حساب الاقوياء.
أقام المنصور الدولة العامرية. وخاض عده حروب. استولى على ليون وبطريوس ولشبونة وغيرها من بلاد الفرنجة وشمال الأندلس.
معركة ليـــــــون:وهي من الغزوات الفاصلة التي قام بها الحاجب المنصور في قلب بلاد القوط، فانطلق إليها عام 373هـ بنفسه، فانتصر بها، وأسر 3000 أسير، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها فتح هذه المدينة بعد سقوطها بيد القوط، بعد الفتح الإسلامي الأول
قاد الحاجب المنصور الجيش بنفسه, واتجه إلى ليون مباشرة فحاصرها وكان قد جاء إليها المدد من كل ارجاء بلاد الفرنج ومن فرنسة بشكل خاص, ودارت المعارك حول ليون ليالي وأياماً, وبقي الحصار الشديد الطويل حولها, وأستشهد في القتال المرير هناك عدد كبير من المسلمين, كما قتل من النصارى الكثير ومن قادتهم بشكل خاص حتى استطاع الحاجب المنصور أن يفتح ليون وبعد أن فتحها امر الحاجب المنصور أن يصعد المؤذنون ليرفعوا نداء اله أكبر الله أكبر فوق هذة المدينة الطاغية, فأعاد إلى جنباتها صدى الاذان بعد انقطاع مائتي سنة.
معركة برشلـــــــونة:
استطاع المنصور أن يستولى على برشلونة عام 374 هـ
فتــــح المغرب الاقصــــــى:
استمر الحاجب المنصور ليفتح المغرب الأقصى عام 375هـ وقد أرسل أحد قادته واسمه الحسن السلمي فانتزع المغرب من بين أيدي الفاطميين، وعين الحسن واليا بربريا اسمه زيري بن عطية المغراوي، ولكن زيري بن عطية خان الأمانة، فاستأثر بحكم المغرب. ولكن المنصور الداهية قام بإغراء أعوان زيري بالمال والسلطة، فأعاد المغرب عام 386هـ تحت جناحه بسهولة(طرق حلوله للمشاكل مشابهة لطرق حلول CaoCao
)، فكانت الدولة الأموية بالأندلس بزمن الحاجب المنصور في أكبر توسع شهدته طوال زمن بقائها.
معركة سانت ياقب(شنت يعقوب):
آخر معاقل المسيحيين في الشمال الغربي من الأندلس، تمتلك المرتبة الثالثة من المدن المقدسة عند المسيحيين، فتسبقها القدس وروما. وهم يظنون أن بها قبر رمزي لأحد تلاميذ المسيح وهو "القديس يعقوب". وقد كانت شانت ياقوب محجا للاسبان وأهميتها كاهميه الكعبة عند المسلمين.
وضع المنصور خطة برية بحرية، بدأها من مدينة سالم، وقاد جيشه وصولا لنهر "دويره" الذي أعد به سفن بها موارد؛ ليمر الجند من خلالها ويأخذوا من مؤوناتها.
الخطة البرية البحرية كانت تقضي بأن يخرج المنصور بجيشه متجهاً نحو هدفه وفي نفس الوقت يخرج جيش من السفن. فعندما يصل جيش المنصور إلى منطقة بحرية تقوم السفن بالاصطفاف خلف بعضها لبناء جسر يعبر من خلاله الجيش (لتوفير وقت بناء الجسور). وبعد أن ينتهي عبور الجيش تتجه السفن للعائق البحري التالي لتفعل نفس الشيء. (والله Cao Cao !!إلا احسن!!
)
وصلت الأخبار لمدينة سانت ياقب، ففروا من مدينتهم خوفا بسرعة تساوي سرعة جيش المنصور، وتركوا خلفهم العديد من الغنائم. وبعد فتح المدينة عام 387هـ وبعد مسيرة 40 يوما، أمر الحاجب المنصور ألا تمس الكنائس ولا القبر بأي سوء.
صخرة بلاي:
استطاع المنصور أن يسيطر على "صخرة بلاي" في طريق غزوه، التي عجز المسلمون في زمن طارق ابن زياد وموسى ابن نصير عن السيطرة عليها.
استقر الحاجب المنصور في احدى غزواته بمدينة سالم وهو الثغر الذي بناه هو على حدود الإمارات القوطية في الشمال, وخطرت له خاطرة تدل على مدى ذكائه وحسابه وتوقعاته, فاستدعى احد فرسانه في ليلة شديدة البرد، كثيرة المطر وكلفه ان يخرج إلى مكان من المضيق سماه قرب المدينة وقال له: "من مر بك في هذة الليلة تاتي به كائنا من كان" فاستغرب الفارس-في نفسه بالطبع- ومن يخرج في مثل هذة الليلة؟ البرد القارس والمطر المنهمر. نفذ الفارس الامر, وبقي يرصد الطريق يرتجف من البرد تحت وابل المطر, واذ بشيخ كبير من القوط الذين كانوا يعيشون في هذه المدينة من اهل الذمة, على دابة ومعه آلة الحطب من فأس وحبل, فسأله الفارس بعد أن استوقفه: إلى اين ايها العجوز في مثل هذا الوقت؟ وماذا تفعل؟ قال العجوز:اريد حطباً لأهلي ليستدفئوا, فتركه الفارس يواصل مسيره, لكنه تذكرأمر الحاجب المنصور وحزمه فأوقف العجوز قائلاً: لابد ان تأتي معي إلى الامير قال: وماذا يريد الامير مني ؟ دعني أتابع سيري إلا أن الفارس اجبره على المثول بين يدي الحاجب, فأمر بتفتيشه وتحري ملابسه فما عثروا على شيء مريب, لكن المنصور أمر بتحري بردعة الحمار, وبعد تحريها وجدوا فيها خطاباَ من بعض القوط القاطنين في جهة من هذة المدينة يدلون العدو على عورة من عورات المسلمين كاتبين : أن أهجموا على مدينة سالم وعلى جيش المنصور من الجهة الفلانية - مكان سموه - ونحن سنساعدكم على تلك المباغتة.
تملكت الدهشة الحارس, واستفهم من اميره: وكيف عرفت أن هذا الجاسوس سيمر في تلك الليلة؟ فقال:
وهل تنتهز العيون(الجواسيس) الا امثالها؟ ومن ملك البلاد عليه ان يسهر لحمايتها وحفظها, ويعرف مداخل المتربصين بها, فلما كان الصباح جمع اولئك الطابور الخامس, فأمر بضرب أعناقهم وكذلك عنق ذلك الجاسوس.(أأأأخخخ لو انك موجود في الممالك الثلاث!!
)
وفـــــاتـــه:
مات المنصور في إحدى غزواته بمدينة سالم ولا يزال قبره معروفا فيها. ((و خلفه ابنه عبد الملك الملقَّب بالمظفر)) توفى عن 66 عاما وأمر بجمع ما علق عليه من الغبار في غزواته ومواطن جهاده وجعل منها صرة(سله) وضعت معه عند دفنه.
دُفِن في قصره بمدينة سالم ونُقِش على قبره الأبيات التالية :
آثـاره تنبيك عــن أخبـاره حتى كأنك بالعيان تراه
وتولى الحكم بعده ابنه عبد الملك بن محمد العامري وبعد وفاته سقطت الدولة العامرية. بسبب ثورة الأندلسيين في قرطبة وسائر الأندلس ضد العامريين لتسقط دولة بني عامر، ويبدأ عصر ملوك الطوائف.
أوجه الشبه بين المنصور و Cao Cao :-كلاهما بدأ من الصفر.
-كلاهما اعلن نفسه ملكا في وجود الخليفة او الامبراطور.
-الطرق المشابهه في حل المشاكل
-قيادة الجيش في المعارك شخصيا.
المنصور قائد و فاتح عظيم خاض معاركه جنبا لجنب مع اخوانه المسلمين ومات وهو يقاتل,بصرااحه قائد مثالــــي.