مقدمة :كان أجدادنا المسلمون المجاهدون و الفاتحون أناس اعزهم الله بالاسلام ففتح لهم العالم القديم و اصبحوا اقوى حضارة في عصرهم , فتحوا شبة الجزيرة العربية و الشام و مصر و العراق و فارس
و وصلوا الى عمق اوروبا فبلغوا حدودا مع دولة النمسا و حدودا مع فرنسا عندما كنا نملك الفردوس المفقود " الاندلس " .
نروي ما حدث بين السلطان العثماني مراد الثاني - رحمه الله - و بين وفد مدينة يانيا و الطلب الغريب
الذي طلبه هذا الوفد باسم سكان المدينة من السلطان المسلم مراد الثاني - رحمه الله - .
لما فتح السلطان العثماني مراد الثاني مدينة سلانيك (تقع في اليونان حاليا) عام 1431 م
وهزم البندقيين شر هزيمة ودخل المدينة منتصراً- أعلم الحاجب السلطان أن وفداً من مدينة (يانيا) قد حضر وهم يرجون ملاقاه السلطان و المثول بين يديه لأمر هام.
السلطان مراد الثاني - رحمه الله - تعجب السلطان من هذا الخبر، إذ لم تكن له أي علاقة بهذه المدينة التي كانت آنذاك تحت حكم إيطاليا.
كانت مدينة يانيا تحت حكم عائلة توكو الإيطالية وعندما مات كارلو توكو الأول عام 1430م ، ولي الحكم بعده ابن أخيه كارلو توكو الثاني ولكن أبناء كارلو توكو الأول غير الشرعيين ثاروا وطالبوا بالحكم ،
فبدأ عهد من الاضطراب والفوضى والقتال عانى منه الشعب .
وعندما سمعوا بأن السلطان مراد الثاني بالقرب منهم في مدينة سالونيك قرروا إرسال وفد عنهم .
أمر السلطان مراد الثاني - رحمه الله - رئيس الحجاب بالسماح للوفد بالدخول ثم قال لرئيس الوفد
بواسطة الترجمان : اهلا بكم , ماذا اتى بكم الى هنا ؟ و ماذا تبغون ؟
قال رئيس الوفد : أيها السلطان العظيم , جئنا نلتمس منكم العون , فلا تخيب رجاءنا .
- و كيف استطيع معاونتكم ؟
- يا مولاي ان أمراءنا يظلموننا , و يستخدموننا كالعبيد , و يغتصبون اموالنا ثم يسوقوننا للحرب .
- و ماذا استطيع ان افعل لكم ؟ ان هذه مشكلة بينكم و بين امرائكم .
- نحن ايها السلطان لسنا مسلمين , بل نحن نصارى , و لكننا سمعنا كثيرا عن عدالة المسلمين و انهم لا يظلمون الرعية , و لا يكرهون احدا على اعتناق دينهم , و أن لكل ذي حق حقه ... لقد سمعنا هذا من السياح , و من التجار الذين زاروا مملكتكم , لذا فاننا نرجو ان تشملنا برعايتكم و بعطفكم , و ان تحكموا بلدنا لتخلصونا من حكامنا الظالمين .
ثم قدموا للسلطان مفتاح المدينة الذهبي و استجاب السلطان مراد الثاني - رحمه الله - لرجال مدينة
يانيا و أرسل احد قواده على رأس جيش الى هذه المدينة و تم فتحها فعلا في السنة نفسها اي
عام 1431 م .