The Philosopher Duke
عدد الرسائل : 2288 العمر : 29 الدولة : UAE أفضل مملكة : Wei تاريخ التسجيل : 23/10/2009
| موضوع: معركة الارك ... و نهاية ألفونسو الثامن الأحد 08 يناير 2012, 2:15 am | |
| مقدمة :
كان أجدادنا المسلمون المجاهدون و الفاتحون أناس اعزهم الله بالاسلام ففتح لهم العالم القديم و اصبحوا اقوى حضارة في عصرهم , فتحوا شبة الجزيرة العربية و الشام و مصر و العراق و فارس و وصلوا الى عمق اوروبا فبلغوا حدودا مع دولة النمسا و حدودا مع فرنسا عندما كنا نملك الفردوس المفقود " الأندلس "
معركة الارك , كانت من المعارك الفاصلة بين المسلمين و النصارى في تاريخ الاندلس . كتب الله لعباده فيها بالنصر و العزه و على اعدائهم الهزيمة و الذل , فما هي احداث هذه المعركة ؟ و من قادتها ؟ و ما هي احداثها ؟ هذا ما سنعرفه في هذا الموضوع .
معركة الارك ... و نهاية ألفونسو الثامن
معركة الارك هي معركة وقعت في 18 يوليو عام 1195 بين قوات الموحدين بقيادة السلطان المغربي ابو يوسف يعقوب المنصور و قوات الفونسو الثامن ملك قشتالة . كان للمعركة دور كبير في توطيد الحكم الموحدي في الاندلس و توسيع رقعة بلادهم فيها . و قد اضطر الفونسو و بعدها لطلب الهدنه من السلطان الموحدي ابي يوسف المنصور . يعتبرها المؤرخون مضاهية لمعركة الزلاقة ان لم تزد في وقع الهزيمة على مسيحيي أيبيريا . وقعت المعركة قرب قلعة الارك , و التي كانت نقطة الحدود بين قشتالة و الاندلس في ذلك الوقت و لذا ينسب المسلمون المعركة لهذه القلعة كما ينسب المسيحيون اسم المعركة أيضا لهذه القلعة ( Alarcos ) و يطلقون عليها كارثة الارك لعظيم مصائبهم فيها .
احداث ما قبل المعركة و أسبابها : قام ملك البرتغال سانكو الاول بغزو مدينة شلب المسلمة - تعرف الان باسم سلفش (Silves) - في عام 1911 . علم السلطان المغربي ابي يوسف المنصور بذلك جهز جيشه و عبر البحر لبلاد الاندلس و حاصرها و أخذها و ارسل في ذات الوقت جيشا من الموحدين و العرب فغزا اربع مدن مما بأيدي المسيحيين من البلاد التي كانوا قد أخذوها من المسلمين قبل ذلك بأربعين عاما مما ألقى الرعب في ملوك أيبيريا و خاصة الفونسو الذي طلب من السلطان الهدنه و الصلح , فهادنه خمس سنوات و عاد الى مراكش حاضرة بلاد الموحدين .
لما انقضت مدة الهدنه أرسل الفونسو الثامن جيشا كثيفا الى بلاد المسلمين فنهبوا و عاثوا فسادا في اراضيهم و كانت هذه الحملة استفزازية و تخويفية أتبعها ألفونسو بخطاب للسلطان يعقوب المنصور - استهزاء به و سخرية منه - يدعوه فيه الى مواجهته و قتاله فلما قرأ السلطان يعقوب المنصور الخطاب كتب على ظهر رقعة منه : "" ارجع اليهم فلنأتيهم بجنود لا قبل لهم بها و لنخرجنهم منها أذلة و هم صاغرون , الجواب ما ترى لا ما تسمع "" .
اعداد العدة للمعركة : تجهز السلطان يعقوب المنصور لقتال الفونسو و جمع جنده و العديد من المتطوعين من البربر و عرب افريقيا و انضمت اليه الجيوش الاندلسية فتجمع له جيش ضخم يوصل عدده المؤرخون لـ 600 الف مقاتل فيقولون انه كانت المسافة بين مقدمة الجيش و مؤخرته مسيرة 3 أيام بينما يذكر آخرون ان العدد ما بين 200 و 300 الف مقاتل فقط . و انطلق المنصور بجيشه الى بلاد الاندلس و مكث في اشبليه مدة قصيرة نظم فيها جيشه و تزود بالمؤن و بادر بالسير الى طليطلة عاصمة مملكة قشتالة فبلغه ان الفونسو حشد قواه في مكان بين قلعة رباح و قلعة الارك فغير مساره الى هناك و عسكر في مكان يبعد عن موضع جيش الفونسو مسيرة يومين و مكث يستشير وزراءه و قادة جيشه في خطط المعركة و كان ذلك في الثالث عشر من يونيو عام 1195 م - 4 شعبان 591 هـ .
كان ابو عبدالله بن صناديد أحد قادة الحرب الاندلسيين قد أشار على السلطان قائد موحد للجيش كما أشار اليه بتقسيم الجيش الى أجزاء على النحو التالي :
- الاندلسيون يقودهم احد زعماؤهم حتى لا تضعف عزيمتهم عندما يولى عليهم احد ليس منهم و قد اختير ابو عبدالله بن صناديد لقيادتهم و يوضع في ميمنة الجيش . - العرب و البربر يوضعون في الميسرة . - الجيش الموحدي النظامي يوضع في القلب . - المتطوعون من عرب و بربر و أندلسيين و يوضعون في مقدمة الجيش للبدء بالقتال . - السلطان الموحدي المنصور و حرسه و جيشه الخاص و بعض المتطوعين كقوات احتياط تقوم بمراقبة المعركة لتقوم بهجوم مضاد متى لزم الامر . استجاب السلطان لاشارة ابن صناديد و عين قائدا موحدا للجيش و اختار احد وزراءه و هو أبو يحيى بن ابي حفص كقائد عام . و كان السلطان يمر على افراد جيشه يحمسهم و يبث فيهم الشجاعة و الثقة بنصر الله . على الجبهة الاخرى حاول الفونسو الثامن الحصول على بعض المدد و المساعدات من بعض منافسيه السياسيين ملوك نافاره و ليون فوعدوه بالمدد الا انهم نعمدوا الابطاء فقرر خوض المعركة بما معه من القوات التي لم تكن بالقليلة فقد أوصلها المؤرخون الى حوالي 300 الف منهم فرسان قلعة رباح و فرسان الداية . كان الجيش القشتالي يحتل موقعا متميزا مرتفعا يطل على القوات المسلمة و قد كانت قلعة الارك تحميهم من خلفهم و قد قسموا انفسهم لمقدمة يقودها الخيالة تحت امره لوييز دي هارو - احد معاوني الفونسو - و قلب الجيش و مؤخرته يضم 10 الاف مقاتل من خيرة مقاتلي قشتالة و يقودهم الفونسو بنفسه .
المعركة الفاصلة : في يوم القتال بدأ المتطوعون في الجيش الموحدي بالتقدم قليلا لجس النبض و كان ان اتبع القشتاليون نظاما متميزا و ذكيا و هو نزول الجيش على دفعات كلما ووجه الجيش بمقاومة عنيفة و استبدال مقدمة الجيش بمقدمة اخرى في كل مرة يقاومون فيها . أرسل القشتاليون في بادىء الامر 7آلاف فارس وصفهم ابن عذاري في كتابة " البيان المغُرب في اختصار اخبار ملوك الاندلس و المغرب " كبحر هائج تتالت أمواجهه و قد رد المتطوعون المسلمون هجمة الجيش الاولى فما كان من القشتاليون الا ان أمروا بارسال دفعة ثانية و قد قاومها المتطوعون مقاومة قوية مما حدا بلوييزي دي هارو بارسال قوة كبيرة لتفكيك مقدمة جيش المسلمون و القضاء عليها .
كانت الهجمة الثالثة قوية جدا , فقد استطاع المسيحيون اختراق المقدمة و قتلوا الكثير من افراد جيوش الموحدين و كان نت بينهم يحيى بن ابي حفص قائد الجيش - ( و هو احد وزراء السلطان الموحدي كما ذكرنا ) - و استمر القشتاليون الصليبيون ياختراق جيش المسلمين حتى وصلوا الى القلب فما كان من ابي عبد الله بن الصناديد ( قائد الميمنة كما ذكرنا سابقا ) و العرب و البربر الا ان حاصروا القشتاليين و فصلوا بين مقدمة الجيش و مؤخرته . و في تلك الاثناء خرج السلطان المنصور فتعاون جميع اقسام الجيش الاسلامي على الاطاحة بمن حُصروا من القشتاليون - الذين كانوا اغلب الجيش - و قتلوا منهم خلقا كثيرا و فر الباقون . بعد ذلك بدأ المسلمون في التقدم بدأ المسلمون في التقدم ناحية من تبقى من الجيش المسيحي و هم عدة آلاف تحت قيادة الفونسو الثامن . أقسموا على لا يبرحوا أرض المعركة حتى و ان كانت نهايتهم فيها و قاوم القشتاليون مقاومة عنيفة حتى قتل اغلبهم . و هرب ألفونسو الثامن من ارض المعركة الى طليطلة عاصمته .
نتائج المعركة : قام المسلمون بعد انتهاء المعركة بحصار قلعة الارك التي كان فر اليها لوبيز دي هارو و معه 5 آلاف من جنده . قاوم المسيحيون قليلا ثم اضطروا للاستسلام و طلبوا الصلح فوافق السلطان المنصور مقابل اخلاء سبيل من أسر من المسلمين . و يختلف مؤرخو المسلمين في نتائج المعركة فيخبر المقري في كتابه " نفح الطيب من غصن الاندس الطيب " . و كان عدة من قتل من الفرنج - فيما قيل - 146 الفا و الاسرى 30 الفا و عدة الخيام 156 الف خيمة و الخيل 80 الف و البغال 100 الف و الحمير 400 الف جاء بها الكفار لحمل أثقالهم لأنهم لا ابل لهم , و أما الجواهر و الاموال فلا تحصى , و بيع الاسير بدرهم و السيف بنصف درهم و الفرس بخمس دراهم و الحمار بدرهم و قسم يعقوب الغنائم بين المسلمين بمقتضى الشرع , و نجا ألفنش (ألفونسو) ملك النصارى الى طليطلة في أسوأ حال فحلق رأسه و لحيته , و نكس صليبة , و آلى ان ينام على فراش , و لا يقرب النساء و لا يركب فرسا و لا دابة حتى يأخذ بالثأر . اما ابن خلدون ان عدد القتلى 30 الفا و يجعلهم ابن الاثير 46 الفا .
----------------------------------------------------------------- المصدر :كتاب معارك دمرت ابطالا - رمزي المنياوي | |
|
الغريــب Grand Marshal
عدد الرسائل : 913 العمر : 34 الدولة : المملكةالعربية السعودية أفضل مملكة : Wei تاريخ التسجيل : 14/10/2011
| موضوع: رد: معركة الارك ... و نهاية ألفونسو الثامن الأحد 08 يناير 2012, 2:22 am | |
| | |
|