إن الرواية الصينية الكلاسيكية "قصة الممالك الثلاث" معروفة جدا بالصين. وتُعدّ من أعظم الأعمال الروائية الطويلة في الأدب الصيني القديم. وألّفها السيد لو قوان تشونغ من عهد أسرة مينغ الملكية. عاش السيد لو قوان تشونغ في الفترة ما بين عام 1310 وعام 1385 ميلاديا، أي أنه عاصر أواخر حكم أسرة يوان الملكية وأوائل أسرة مينغ. ويُعتبر السيد لو قوان تشونغ من مشاهير الروائيين الصينيين. ومن خلال أعماله الأدبية التي ألّفها وما كتب عنه يمكننا أن نقول إنه كان رجل مثل ومبادئ، وله خبرات سياسية وعسكرية أيضا. وفضلا عن الرواية كتب مسرحيات أيضا. بيد أن نتاجه الروائي كان أكثر نضجا وأعظم أثرا، تأتي روايته "قصة الممالك الثلاث" على رأس أعماله الروائية. والى جانب رواية "قصة الممالك الثلاث" ألّف 3 روايات أخرى.
تشمل رواية "قصة الممالك الثلاث" مائة وعشرين فصلا. وقد كتبها السيد لو قوان تشونغ في أواخر عهد أسرة يوان وأوائل عهد أسرة مينغ وهي رواية تاريخية تحكي في إطار فني ما جاء في كتب التاريخ عن فترة الممالك الثلاث المتحاربة من ملاحظات وحكايات وأمثال ووقائع. ويذكر البعض أن جل هذه الحكايات هي وقائع حقيقية، وأن أقل من الثلث هو من نسج الخيال جاء في إطار الحبكة الفنية. وقد جعل الكاتب من الصراع والتناقض بين الممالك الثلاث – مملكة وي ومملكة شو ومملكة وو – خطا رئيسيا لسرد الأحداث، ووصف ما وقع بينها من صراع سياسي وعسكري ودبلوماسي، وما قام به بعض شخصياتها من أعمال. وتُعد الرواية تاريخا لفترة قاربت على مائتي عام، أي ما بين عام 184 وعام 280، وتسير الرواية في خط فكري واحد، فهي ترفع من شأن ليو بي قائد مملكة شو، وتضع من شأن تساو تساو قائد مملكة وي، وهي تثني ما استطاعت على شخصيات مملكة شو من أمثال ليو بي وقوان يو وتشانغ في. وتبرز الرواية مختلف الخبرات والأساليب التي استخدمت في مختلف الصراعات التاريخية في الصين وذلك من خلال الصراع بين الممالك الثلاث. وتُعتبر الرواية وصفا جيدا لمعركة ضخمة واسعة النطاق معتمدة بصفة أساسية على الشخصيات في صياغة النشاط الدبلوماسي وصراع الحكمة والقوة قبل المعركة وبعدها، وكذلك التغيرات التي طرأت على الجانبين في استراتيجية وفنون الحرب، والتحولات في موازين القوة بين الطرفين المتحاربين. وقد عكست وصورت بنجاح حجم المعارك، صغيرة وكبيرة، بطابعها المميز. وقد صيغ عدد كبير من الشخصيات الحية في هذه الروايات مثل تشو قه ليانغ أو كونغ مينغ، وقوان يو وتشانغ في وليو بي من مملكة شو، وتساو تساو من مملكة وي، وتشو يو ولو سو من مملكة وو وغيرهم. وبعض هذه الشخصيات ترمز الى معان معينة لدى الصينيين، فعلى سبيل المثال شخصية تشو قه ليانغ تُعد رمزا للذكاء والفطنة، وشخصية تساو تساو رمزا للنفاق والخداع، وشخصية قوان يو رمزا للإخلاص والأمانة، وتشانغ في رمزا للشجاعة والقوة. وكانت رواية "قصة الممالك الثلاث" فاتحة خير للروايات التاريخية في الصين، إذ ظهر بعدها عدد كبير من الروايات التاريخية.