جبتلكم النهردة الموضوع التالت ألا وهو الفرق بين تفكير العقل المدبر ورئيس الأركان أو الفرق بين تفكير كلاً من سيمايي وتشوبليانغ والمستشار الأول لكاو كاو الفرق بين تفكيرهم وتفكير كاو كاو اللي هو رئيس أركان
التشابه بين هاتين الشخصيتين اكثر من الفروق نظرا لأن كليهما يستخدم نفس الوظائف النفسية. على سبيل المثال: كلا الشخصيتين يستخدم الحدس الداخلي (Ni) والمنطق الخارجي (Te) من أجل التعامل مع العالم المحيط ولكن ترتيب هذه الوظائف مختلف وهو ما يؤدي لعدة فروق جوهرية.الفرق الاساسي يكمن في أن وظيفة التفكير الخارجي (Te) – وهو التفكير بصوت مرتفع وابداء الرأي بقوة وبشكل منطقي وعملي مبني على الدليل، حيادي لا يهتم بالمشاعر- هي الوظيفة الأولى والاساسية عند قائد الاركان ENTJ والتي يستخدمها بشكل مستمر ومتواصل في حياته اليومية. وظيفة التفكير الخارجي (Te) هي ما يجعل من شخصية ENTJ شخصية قائدة منذ نعومة اظفارها. فهي شخصية تسعى لتحقيق الاهداف (ايا كانت) وتنسيق جهود الآخرين بأسرع وسيلة وفي اقصر وقت ممكن.
في المقابل، وظيفة التفكير الخارجي (Te) عند العقل المدبر هي الوظيفة النفسية المساعدة الثانية وليست الأساسية. فرغم أن شخصية العقل المدبر INTJ هي الأخرى تستطيع القيادة – و بمهارة – ولكنها لا تفعل ذلك إلا عند الضرورة (مثلا عند عدم وجود قائد أو أن يكون القائد الحالي غير كفء). وحال قيامها بالقيادة تقوم بها دون استمتاع وعلى مضض كما لو كانت القيادة شراً لا بد منه. وحال انتفاء الحاجة للقيادة تسارع شخصية العقل المدبر INTJ للرجوع خلف الكواليس والتفرغ لحل المشاكل المعقدة والاستمتاع بالتحديات النظرية والأفكار المجردة وبناء الانظمة التي تقدمها لها وظيفة الحدس الداخلي (Ni).
الفرق الثاني يكمن في انه ورغم أن شخصية قائد الأركان ENTJ تمتلك الحدس الداخلي (Ni) لكنها تقبع لديها كوظيفة مساعدة (في الترتيب الثاني خلف التفكير الخارجي Te) ، ولذلك لا تفضل الافكار المجردة والنظرية الا عند الضرورة. مثلا شخصية ENTJ قد تقضي وقتا محدودا لكي تصنع خطة استراتيجية بمساعدة الحدس الداخلي (Ni) ولكن بعد ان تحصل على النموذج الأول من الخطة عندها تتوقف وتعلن انتهاء وقت التنظير وتبدأ العمل والقيادة مباشرة حيث تفرد عضلاتها وتبدأ في تحويل الخطة الاستراتيجية لواقع في اسرع وقت ممكن.
في المقابل، تكمن المتعة القصوى لشخصية العقل المدبر (INTJ) في عالم الأفكار، فتبدأ في الابحار في البحث عن العلاقات الخفية و استنتاج الأنماط العصية واستخراج مفاهيم جديدة ونظريات وليدة عبر شبكات معقدة متراكبة. لا يوجد اي مانع لدى شخصية INTJ لأن تقضي فترات طويلة جدا في هذا العالم الفكري على عكس شخصية ENTJ التي لا تملك صبراً أو نفساً طويلاً لكي تستقر في الفضاء الفكري دون تحويله لواقع عملي لأنها تحتاج ان تشعر بالإنجاز وإغلاق المشروع في اقرب فرصة والانتقال لشئ آخر.
عندما نأتي للوظائف النفسية الثالثة والرابعة نجد ان كلا الشخصيتين يملك نفس الوظائف ولكن ايضا بترتيب مختلف وهذا يضع بصمته على الصورة الخارجية التي يراها الناس وتجعلها يبدوان مختلفين تماما. فمن جهة، تمتلك شخصية العقل المدبر INTJ وظيفة المشاعر الداخلية (Fi) في الترتيب الثالث ، وهي الوظيفة النفسية التي تفضل التواصل مع المشاعر داخليا فقط وتحاول وضع المبادئ والقيم للحياة والوجود. هذه الوظيفة هي الثالثة وهذا يعني انها عادة ما تتطور مع العقد الثاني او الثالث في العمر عند شخصية INTJ بينما هذه الوظيفة الاخيرة عند شخصية قائد الأركان ENTJ ولهذا يصعب عليه جدا ان يتواصل مع مشاعره الداخلية فضلا على ان يشعر بالتواصل مع مشاعر الآخرين.
الفرق الرابع يكمن في الوظيفة الاخيرة وهي الحواس الخارجية (Se) وهي الوظيفة النفسية التي تجعل الشخص يعيش اللحظة باللحظة وتدفعه لتجارب حسية مثيرة وجديدة وترغب في الحياة الفارهة . ترتيب هذه الوظيفة في شخصية ENTJ هي الثالثة بينما تكون الاقل تطورا عند العقل المدبر ولا تظهر إلا في وقت متأخر من العمر أو عند وجود ضغوط شديدة تجعله يهرب من مواجهة الحدس الداخلي (Ni) الى الحواس الخارجية (Se) من أجل التنفيس عن الضغوط بشكل مؤقت. وظيفة الحواس الخارجية (Se) تجعل من قائد الاركان ENTJ شخصية تحب اللبس الجميل والسيارة الجديدة وتساعده في صنع صورة ومظهر جذابة (كاريزما) اكثر من شخصية العقل المدبر (INTJ) ولكنها لا تصل بأي حال من الأحوال لما تملكه شخصية المؤدي ESFP أو المروج ESTP (اكره هذا الاسم، ربما لو سمى بالمفاوض او البائع لكان ذلك أكثر دقة) فوظيفة الحواس الخارجية (Se) لكونها الوظيفة النفسية الأولى لهاتين الشخصيتين.
اذا باختصار، شخصية ENTJ لا يمكنها إلا ان تقود! فالقيادة هي غاية ومتعة في حد ذاتها. بينما شخصية INTJ تفضل التفكير وبناء الأنظمه والنظريات والخطط اكثر من القيادة (الا عند الضرورة، فالقيادة لديها وسيلة وليست غاية) .
احيانا عندما ارى زميلا لي من اصحاب شخصية ENTJ يخيل إلى كما لو انني كنت أنظر لنسخة اخرى مني ولكنها تتحرك وتتحدث وتعمل بإيقاع أسرع! رغم ان كلانا نحب النقاش النظري ولكنني استمتع به اكثر منه، بينما هو يحب الجدال والتحدي اكثر (فهم يرون العالم احيانا كمعركة يجب ان ينتصر بها لأن ذلك يشعل جذوة الحماس لديهم) بينما اهتم انا في الافكار نفسها. الكثير منهم مهتم في “فرض” التغيير بسرعة على الآخرين ( كلمة الاخرين هنا قد تكون شركة ، دولة او مجتمع!) عبر البوح بآراءه بكل قوة وعبر تجيش الآخرين على هيئة حزب او معارضة.
رغم أن قوة الشخصية لدى ENTJ هي أحد أهم مزاياها ولكنها أحيانا تتسرع في اتخاذ القرارت دون روية وتدعمه بكل قوة دون تثبت وأحيانا تسارع لابداء رأي قد يجرح الاخرين دون ان تشعر بأي تأنيب مما يجعلها تكون في صدام مستمر مع المحيط (نظرا لان وظيفة المشاعر الداخلية لديها هي في أسفل القائمة). لهذا السبب، تشعر بعض الشخصيات الاكثر دبلوماسية والأبطأ إيقاعا كما لو ان شخصية ENTJ مثل البلدوزر الذي يرصفها ويساويها بالأرض. شخصية ENTJ قد تخسر الأخرين ولكنها في العادة لا تتوقف كثيرا عند هذه النقطة (ليس لانها لا تهتم بل لانها لا تنتبه، فلا يوجد لديها حساسات للمشاعر ولا تتطور إلا في مرحلة لاحقة من الحياة).
هذا المزيج من قوة الشخصية والمنطق وحب الادارة الفطري وسرعة الانجاز (الوظيفة الأولى ) مدعومها بنظرة استراتيجية جيدة (الوظيفة الثانية) مع مظهر خارجي منمق وكارزيما (الوظيفة الثالثة) يجعل من شخصية قائد الأركان الشخصية الأكثر مناسبة لقيادة الشركات والمنظمات الكبرى، اضف لذلك عدم التأثر بمشاعر الأخرين (الوظيفة الرابعة) هذا يجعل منها شخصية ادارية تنجز ولا ترحم! 🙂