القادة المتحاربون
زياد بن صالح
و ابو مسلم والي خراسان
و جاو زيانزي لي ساي دوان زيوشي
نتيجة المعركة
هزيمة الصينيين وهروب جاو زيانزي من ساحة المعركة
تمهيد
كان للصين علي مر التاريخ نفوذ كبير في منطقة آسيا الوسطي والتي تضم اليوم جمهوريات (أوزباكستان,تركمنستان,طاجيكستان,قرغيستان) وكانت هذه المناطق مجالا حيويا للصين منذ اقدم العصور كما كانت لها اهميتها لانها تقع علي طريق الحرير,وقد سكنت تلك المناطق قبائل تركية كانت شبه مستقلة لكن كانت تدين بالولاء لامبراطور الصين وكانت تدفع له الجزية.
لكن منذ القرن السابع الميلادي ظهرت تطورات جديدة علي الساحة العالمية,فقد ظهر الاسلام وصاحب ذلك بداية الفتوحات الاسلامية التي لم تهتم بها الصين في أول الامر لعدة اسباب منها, بعد الفتوحات الاسلامية عن الصين ,رغبة حكام الصين في التخلص من ملوك فارس(الساسانيين) المنافس الاكبر لهم في آسيا الوسطي,بل انهم -اي حكام الصين - تجاهلوا استغاثة ملك فارس بهم .
بداية الصراع
لكن البداية الحقيقية بدأت عندما أكمل المسلمون فتح إيران وما تلي ذلك من تطلع المسلمين إلي فتح آسيا الوسطي لتأمين الفتوحات الاسلامية التي حققها المسلمين, ففتحت جيوش الدولة الأموية كابول وهرات وغزنة وكلها تقع الأن في افغانستان,وكان لولاة المسلمين علي اقليم خراسان أثرا بالغ الاهمية في التشجيع علي الفتوحات,فقد كانت لمجهودات المهلب بن ابي صفرة (والي خراسان) اكبر الاثر ففي فتح ما يعرف الأن بافغانستان.
وكذلك الدور الكبير الذي قام به الحجاج بن يوسف عندما حشد الجيوش وقال قولته المشهورة "" أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها"" ووجد الحجاج في قتيبة بن مسلم الباهلي غايته فقد كان قائدا بارعا, ولاه الحجاج خراسان سنة (85هـ = 704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
لم تستطع الصين وقف موجات الفتوحات الاسلامية في آسيا الوسطي عسكريا واكتفت بدعم زعماء القبائل وتحريضهم علي القتال ضد المسلمين دون أن تحقق نجاحا يذكر.
ففي هذه الوقت لم يكن بمقدور الصين مواجهة المسلمين عسكريا نظرا للمشاكل والثورات التي عاشتها الصين في تلك الفترة, بالاضافة الي سمعة الجيش المسلم الذي لا يقهر فقد هزم الفرس وأسقطوا دولتهم كما قلموا أظافر الدولة الرومانية واستولوا علي أكثر أملاكها حتي بلاد الغال البعيدة (فرنسا) لم تسلم من غزوات المسلمين.
معركة طلاس
علي الرغم من استيلاء المسلمين علي معظم مناطق آسيا الوسطي, إلا أن الصين احتفظت ببعض المناطق الهامة الباقية والتي تتمثل في قرغيزيا.
لكن الصين كانت تطمح دائما في استعادة نفوذها المفقود فاستغلت الازمة التي تعيشها الدول الاموية وانشغالها بمقاومة الثورات والمعارضين, وقامت(الصين) بإرسال حملة عسكرية بقيادة القائد (جاو زيانزي) استطاعت تلك الحملة استرجاع بعض المدن الهامة من المسلمين مثل كش والطالقان وتوكماك -وهي تقع الان في جمهورية أوزبكستان- بل وصل الامر الي تهديد مدينة كابول إحدي كبري مدن المسلمين في آسيا الوسطي وذلك في سنة 748 ميلادية 130 هجرية.
الجبهة الاسلامية
أدي وصول العباسيين إلي سدة الخلافة إلي استقرار الدولة الاسلامية وبالتالي التفكير في تأمين حدودها, فأرسل الخليفة أبو جعفر المنصور الي أبو مسلم واليه علي خراسان بالتحضير بحملة لاستعادة هيبة المسلمين في تركستان(اي آسيا الوسطي) فقام ابو مسلم بتجهيز جيشا زحف به إلي مدينة "مرو" وهناك وصلته قوات دعم من اقليم طخارستان -يقع هذا الاقليم في افغانستان- وسار أبو مسلم بهذا الجيش الي سمرقند وانضم بقواته مع قوات زياد بن صالح الوالي السابق للكوفة, وتولي زيادة قيادة الجيش.
الجبهة الاسلامية
حشد الصينيون 30 ألف مقاتل طبقا للمصادر الصينية و100 ألف مقاتل طبقا للمصادر العربية, وكان جاو زيانزي علي رأس الجيش الصيني,
وفي يوليو 751 اشتبكت الجيوش الصينية مع الجيوش الاسلامية بالقرب من مدينة طلاس أو طرار والتي تقع علي نهر الطلاس بجمهورية قرغيزيا.
احداث المعركة
اشتبكت الجيوش الاسلامية مع الجيوش الصينية,وحاصر فرسان المسلمين الجيش الصيني بالكامل وأطبق عليه الخناق مما أدي الي سقوط الآف القتلي من الجانب الصيني, وهرب جاو زيانزي من المعركة بعد أن خسر زهرة جنده
.
أهمية المعركة
ترجع أهمية المعركة في أنها كانت اول وأخر صدام عسكري حدث بين المسلمين والصينيين,كما انها أنهت نفوذ الصين في آسيا الوسطي -بعد ان سقطت قرغيزيا في ايدي المسلمين- حيث تم صبغ تلك المنطقة (اسيا الوسطي) بصبغة اسلامية بعد أن اسلم أكثر قبائلها وغدت مناطق اشعاع اسلامي وحضاري وانجبت علماء مسلمين عظام كالامام البخاري والترمذي وابا حنيفة وغيرهمكما انها ادت الي وصول الورق الصيني الي دول الشرق الاسلامي بعد ان أسر المسلمين عدد كبير من صناع الورق الصينيين,ونقلهم الي بغداد ومهدت هذه المعركة لسقوط اسرة تانغ من الحكم.